Page 235 - m
P. 235

‫الملف الثقـافي ‪2 3 3‬‬

‫وبين القديم والجديد في الفكر‬        ‫بشكل علمي ومنطقي‪ ،‬على‬           ‫أكتب للناس لكن لا أتملقهم‪،‬‬
                   ‫والأدب‪.‬‬       ‫كل هذه الاتهامات‪ ،‬التي كانت‬            ‫وأنا نسيج وحده‪ ،‬المعتد‬
                                                                          ‫بنفسه‪ ،‬رابط الجأش‪،‬‬
       ‫وأعطى الكاتب الزاوية‬         ‫وراءها دوافع سياسية أو‬            ‫المتمرد‪ ،‬والمجادل العنيف‪،‬‬
    ‫السادسة عنوان «الأفق»‪،‬‬          ‫إحن شخصية في كثير من‬               ‫الباحث عن المختلف‪ .‬وأنا‬
  ‫وتحدث فيها عما تحقق من‬                                               ‫أي ًضا المعترف بأخطائي‪،‬‬
  ‫مشروع طه حسين‪ ،‬وما لا‬                             ‫الأحيان‪.‬‬
   ‫يزال ينتظر‪ ،‬ومصيره هو‪،‬‬           ‫وفي الزاوية الخامسة التي‬       ‫المتشائم الذي يسقط في يأس‬
  ‫ن ًّصا ومنه ًجا وموق ًفا‪ ،‬وهو‬     ‫تفحص موقف طه حسين‬              ‫أحيا ًنا‪ ،‬والمغبون من كثيرين‪.‬‬
     ‫الرجل الذي كان يخشى‬         ‫يرى أنه قد جمع بين التفكير‬
‫«موت الكاتب» بعد رحيله عن‬         ‫والتعبير والتنظير والتدبير‪،‬‬        ‫وهذا ليس افتئا ًتا عليه إنما‬
 ‫الدنيا‪ ،‬أي ضياع منجزه بعد‬          ‫فصار مفك ًرا عمليًّا ومثق ًفا‬        ‫استخلاص من سيرته‬
  ‫تحلل جسده‪ ،‬ليصير مجرد‬             ‫منتميًا‪ ،‬إثر خوضه تجربة‬
    ‫ذكرى‪ ،‬تستعاد بين حين‬                                           ‫المتناثرة‪ ،‬والتي لم يدونها بعد‬
 ‫وآخر‪ ،‬أو لا يلتفت إليها أحد‪.‬‬         ‫حزبية‪ ،‬وأخرى تنفيذية‬                            ‫«الأيام»‪.‬‬
   ‫واتبع عمار طريقة مختلفة‬          ‫حين تولى وزارة المعارف‪،‬‬
  ‫في اختتام كتابه‪ ،‬من منطلق‬                                          ‫وفي الزاوية الرابعة المتعلقة‬
   ‫أنه يرى أن أغلب الباحثين‬           ‫وثالثة إدارية حين صار‬          ‫بالصورة يعدد صور عميد‬
  ‫يميلون في خاتمة كتبهم إلى‬         ‫عمي ًدا لكلية الآداب جامعة‬
    ‫تلخيص ما انتهوا إليه‪ ،‬أو‬       ‫القاهرة‪ ،‬وحين أنشأ وأدار‬            ‫الأدب العربي‪ ،‬فهو قاهر‬
 ‫كتابة توصيات أو اقتراحات‬          ‫جامعة الإسكندرية‪ ،‬وكانت‬             ‫الظلام‪ ،‬والتلميذ النجيب‪،‬‬
 ‫يرونها ضرورية بخصوص‬                 ‫له تجربة مهمة في المعهد‬         ‫والأستاذ البارع‪ ،‬وصاحب‬
 ‫الحدث أو القضية أو المسألة‬          ‫العالي للدراسات العربية‪،‬‬           ‫المكانة الرفيعة‪ ،‬والمجدد‪،‬‬
 ‫أو الظاهرة التي تصدوا لها‪،‬‬         ‫لجامعة الدول العربية‪ .‬ثم‬
 ‫لكني في هذا المقام‪ ،‬سأحاول‬          ‫يتطرق الكاتب إلى موقف‬               ‫والمتحايل‪ ،‬والذي صار‬
 ‫أن أسلك سبي ًل مختل ًفا‪ ،‬أراه‬                                       ‫أسطورة‪ ،‬والمواطن العالمي‪.‬‬
‫يناسب طه حسين أو يليق به‪.‬‬              ‫عميد الأدب العربي من‬        ‫في الوقت ذاته هناك محاولات‬
  ‫فالمشروع الذي قدمه عميد‬         ‫العدالة الاجتماعية‪ ،‬والحرية‬      ‫متعددة لخدش هذه الصورة‪،‬‬
   ‫الأدب العربي‬                                                       ‫عبر رميه باتهامات كثيرة‪،‬‬
    ‫لا يزال محل‬                      ‫والديمقراطية‪ ،‬ومناصرة‬           ‫ومحاولات أخرى لتقييمها‪،‬‬
   ‫أخذ ورد بين‬                         ‫حقوق المرأة‪ ،‬والسلطة‬        ‫كي توضع في المكان الطبيعي‬
 ‫المفكرين والنقاد‬                       ‫والأحزاب السياسية‪،‬‬            ‫المستحق‪ ،‬دون تهوين ولا‬

      ‫الذين أتوا‬                 ‫والعلاقة بين الشرق والغرب‪،‬‬             ‫تهويل‪ .‬وهنا يرد عمار‪،‬‬
  ‫بعده‪ ،‬فيعرضه‬

       ‫بعضهم‪،‬‬
 ‫وينقده آخرون‪،‬‬
  ‫ويضيف إليهم‬
‫طامحون‪ ،‬ويقوم‬
 ‫نابهون بتهيئته‬

   ‫وتبيئته حتى‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240