Page 233 - m
P. 233

‫الملف الثقـافي ‪2 3 1‬‬       ‫عمار علي حسن يستعيد بصيرة‬    ‫والغرب‪ ،‬ولا يزال الاهتمام‬       ‫يستهل عمار علي حسن‬
                               ‫طه حسين بطريقة مختلفة‬           ‫بها جار ًيا وسار ًيا‪.‬‬
                 ‫د‪.‬خالد عزب‬                                                            ‫كتابه «بصيرة حاضرة‪ ..‬طه‬
                                                           ‫ومن يطالع الكتاب الذي‬      ‫حسين من ست زوايا»‪ ،‬الذي‬
                                                      ‫صدر عن مركز أبو ظبي للغة‬         ‫صدر هذا العام في خمسمائة‬

                                                        ‫العربية يتبين له أن الكاتب‬        ‫وست صفحات من القطع‬
                                                           ‫قد هضم مختلف أعمال‬          ‫فوق المتوسط‪ ،‬بمقدمة يسرد‬
                                                                                        ‫في مطلعها حكايته مع كتاب‬
                                                         ‫طه حسين‪ ،‬وأغلب ما ُكتب‬         ‫«الأيام» حين تسلمه في أول‬
                                                         ‫عنه‪ ،‬ليراه بشموله وتمامه‬     ‫السنة الدراسية للصف الأول‬
                                                        ‫من زوايا ست هي‪ :‬المنهج‪،‬‬
                                                        ‫والنص‪ ،‬والذات‪ ،‬والصورة‪،‬‬          ‫الثانوي‪ ،‬وكيف كان ينظر‬
                                                                                      ‫بإجلال إلى تمثال عميد الأدب‬
                                                                 ‫والموقف‪ ،‬والأفق‪.‬‬
                                                          ‫وأراد عمار في ثنايا عمله‬        ‫العربي الذي يقف شام ًخا‬
                                                           ‫أن يقيس أثر طه حسين‬        ‫بالقرب من مدرسة كان عمار‬
                                                         ‫في حياتنا الفكرية والأدبية‬   ‫تلمي ًذا فيها‪ ،‬حيث يعود مسقط‬
                                                      ‫المعاصرة‪ ،‬وذلك عبر إجراءات‬
                                                                                         ‫رأسه إلى محافظة المنيا من‬
                                                                      ‫محددة هي‪:‬‬           ‫أعمال صعيد مصر‪ ،‬وهي‬
                                                         ‫‪ -1‬معرفة حجم وقيمة ما‬            ‫المحافظة التي ينتمي إليها‬
                                                        ‫كتب و ُيكتب عن طه حسين‬            ‫العميد‪ .‬ثم يمد الخيط عبر‬
                                                       ‫حاليًا من شهادات وذكريات‬          ‫الزمن حتى يرى تمثال طه‬
                                                         ‫ومقالات ودراسات وكتب‬         ‫في مدخل كلية الآداب‪ ،‬جامعة‬
                                                      ‫وأطروحات جامعية‪ ،‬وما يقام‬          ‫القاهرة‪ ،‬وينظر إليه بإكبار‬
                                                        ‫عنه من ندوات ومؤتمرات‪.‬‬           ‫أي ًضا حين ذهب إلى الكلية‬
                                                                                       ‫قبل سنوات لإلقاء محاضرة‬
                                                           ‫‪ -2‬مدى قدرة ما تركه‬
                                                         ‫طه حسين على الاستجابة‬                 ‫عن الأدب والحرية‪.‬‬
                                                      ‫للتحديات الراهنة‪ ،‬أو الإجابة‬      ‫بعد هذا المطلع الذاتي ينقلنا‬
                                                      ‫على أسئلة زماننا‪ ،‬واستمراره‬       ‫عمار في المقدمة‪ ،‬ومن بعدها‬
                                                      ‫في أداء هذا الدور في المستقبل‬     ‫متن الكتاب كله‪ ،‬إلى دراسة‬

                                                                         ‫المنظور‪.‬‬           ‫عميد الأدب العربي من‬
                                                           ‫‪ -3‬ما تحمله خصائص‬             ‫مختلف الجوانب‪ ،‬حيث لم‬
                                                        ‫أسلوبه من قدرة على إفادة‬          ‫يكتف بإحضار مشروعه‬
                                                           ‫الجيل الحالي من الكتاب‬         ‫الفكري والأدبي ووضعه‬
                                                            ‫والباحثين‪ ،‬حيث إلهاب‬      ‫تحت مشرط الفحص والدرس‬
                                                         ‫الخيال‪ ،‬وإحكام الصياغة‪،‬‬           ‫والتحليل‪ ،‬بل يقترب من‬
                                                         ‫والتعبير عن المعنى بشكل‬        ‫عميد الأدب العربي كإنسان‬
                                                          ‫جليَّ‪ ،‬لا غموض فيه‪ ،‬ولا‬
                                                      ‫اعوجاج‪ ،‬حتى لو جاء متد ِّث ًرا‬       ‫وفاعل اجتماعي‪ ،‬مارس‬
                                                        ‫بأردية ناصعة من البلاغة‪.‬‬      ‫أدوا ًرا عديدة في الحياة‪ ،‬وأدى‬
                                                      ‫‪ -4‬ما يمكن أن تمدنا به آراء‬      ‫حاصل جمع نصه وشخصه‬
                                                       ‫طه حسين وتجربته العملية‬         ‫إلى إنتاج ظاهرة‪ ،‬علا شأنها‪،‬‬

                                                                                          ‫ووصل خبرها إلى الشرق‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238