Page 289 - m
P. 289

‫‪287‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

                  ‫بول شاؤول‬                   ‫أُنسي الحاج‬               ‫كهف لو «محاولة ترقيع‬
                                                                               ‫للتعايش»‬
    ‫المقدرة على التأثير في البيئة لا‬   ‫للمقاومة كما في قصائد (انهيار‬
 ‫التأثر‪ ،‬فيحاولون‪ ،‬ورغم بعد تلك‬         ‫مبكر‪ ،‬ومداراة‪ ،‬وفصام)‪ .‬وإما‬     ‫“لك َّن « َلو»‪ ..‬مفتا ُح كل آلام العا َل‬
                                        ‫باتخاذه مبدأ يشير إلى التحايل‬    ‫لأننا بـ« َلو» ُند ِر ُك أننا لسنا م ًعا‬
    ‫الأحلام‪ ،‬وسأمهم المتكرر من‬        ‫على المدينة والدنيا بأسرها‪ ،‬وذلك‬
 ‫ذلك ورغبتهم في الاكتفاء بالعيش‬        ‫موضح في قصائد (بيوت حالمة‬                        ‫ُند ِر ُك أ َّن الحيا َة‬
 ‫باعتباره انتصا ًرا‪ ،‬كما في قصيدة‬     ‫وأقدام غليظة‪ ،‬وهذه ليلتي‪ ،‬وكن‬           ‫لن تكو َن في َص ِّف أحلامنا‬

  ‫هزيمة جديدة للبحر‪ ،‬فإني أظن‬              ‫بعي ًدا لأجلي‪ ،‬ولقاء مجهول‪،‬‬                       ‫البسيطة”‬
   ‫أنهم قد فعلوا ولو بقدر بسيط‪.‬‬       ‫وموعد)‪ ،‬بإعادة القياس لتعاملهم‬                 ‫(من قصيدة «لو»)‬
    ‫فقد أرتنا الشاعرة شيئًا يشبه‬                                          ‫يصبح الحل الوحيد لهؤلاء مع‬
                                          ‫مع شغفهم‪ ،‬وتفضيل الرؤية‬           ‫انعدام أي فرصة للتعبير عن‬
     ‫القاهرة فع ًل‪ ،‬لكنه من وجهة‬         ‫البعيدة المغبشة‪ ،‬عن الاقتراب‬      ‫الغضب أو الهرب من المأساة‪،‬‬
 ‫نظرها هي‪ ،‬نظرة المساكين الذين‬         ‫والتبصر‪ .‬مما يجعلهم يصنعون‬       ‫الضحك‪ .‬إما فعليًّا كإظهار فرصة‬
  ‫رأوا حالهم بين فقرات القصائد‬
                                           ‫حفرة عميقة داخل ذواتهم‪،‬‬
                       ‫‪-----‬‬          ‫عمادها كلمة «لو» وما تحمل من‬
              ‫تعريف بالكاتبة‪:‬‬           ‫لحظات قد فاتت‪ ،‬يضعون فيها‬
    ‫منَّة أبو َزهرة درست الفلسفة‬
 ‫بكلية الآداب جامعة عين شمس‪‬.‬‬           ‫أمنياتهم بمختلف درجاتها من‬
‫ُنشرت قصائدها في مجلة "إبداع"‬             ‫اليأس والفرح والحركة التي‬
    ‫ومجلة "أخبار الأدب" ومجلة‬
     ‫"الثقافة الجديدة" وعدد من‬          ‫جاءت بعدها‪ .‬وبها يملكون من‬
‫المطبوعات والمواقع الأدبية‪ .‬وتعمل‬       ‫خلال ترددهم على تلك الحفرة‬
  ‫في مجال النشر‪ .‬و ُنشر لها أول‬
  ‫ديوان بعنوان يشبه القاهرة عن‬               ‫في لحظات الخواء وفقدان‬
   ‫دار الرواق للنشر لعام ‪‬.٢٠١٩‬‬          ‫البوصلة‪ ،‬القدرة على التعايش‬

                                           ‫مع بيئتهم‪ .‬بل وتحيي فيهم‬
   284   285   286   287   288   289   290   291   292   293   294