Page 101 - merit 47
P. 101

‫الرواية الجديدة سارت خلال‬
   ‫عقودها الأخيرة تجاه إرساء جملة‬

      ‫من التقاليد الروائية والسردية‬
‫الحداثية التي كان لها أثر كبير في‬

   ‫تطور مسيرتها لاح ًقا‪ ،‬إذ أسهمت‬
‫هذه التقاليد في بلورة تصور حداثي‬

      ‫ومغاير للرواية الجديدة إبدا ًعا‬
 ‫وتلق ًيا‪ ،‬ما مهد الطريق أمام تكون‬
‫ذاكرة روائية حقيقية وذات أثر جلي‪،‬‬

      ‫بعد أن ظلت الرواية تعد لفترة‬
 ‫طويلة مجرد تقليد ومحاكاة لفنون‬

               ‫سردية تقليدية قديمة‪.‬‬

  ‫يتشظى‪ /‬أشعر بالزمن يحلّني كما ينحل الملح في‬           ‫عظامي تجف وتصبح أكثر هشاشة‪ ،‬أشعر بقلبي‬
    ‫الماء‪ ،‬أستسلم له‪ ،‬وأذو ُب داخله؟‪ /‬يجبرني الله‬        ‫يتشظى‪ ،‬أشعر بالزمن يحلّني كما ينحل الملح في‬
     ‫على السير في خط زمني محدد دون قدرة على‬
                                                                        ‫الماء‪ ،‬أستسلم له‪ ،‬وأذو ُب داخله؟‬
‫تغييره أو الرجوع فيه‪ /‬أناجيه طيلة المشوار باسمه‬          ‫يجبرني الله على السير في خط زمني محدد دون‬
  ‫السري الذي تراءى لي يوم كنت أرقد على ظهري‬
 ‫في شرفتي الصغيرة‪ /‬إشباع غريب يملأ حواسي‬                    ‫قدرة على تغييره أو الرجوع فيه‪ ،‬أناجيه طيلة‬
      ‫ويغمرني بالسكينة‪ /‬أناجيه به منذ لحظتها)‪.‬‬            ‫المشوار باسمه السري الذي تراءى لي يوم كنت‬
    ‫إن «نورا ناجي» روائية حداثية لها مشروعها‬           ‫أرقد على ظهري في شرفتي الصغيرة أتأمل النجوم‬
   ‫الإبداعي‪ ،‬لكن ما يجعل رواية «أطياف كاميليا»‬          ‫والصفاء الأزرق الممتد إلى ما لا نهاية‪ ،‬كنت أشعر‬
   ‫ذات خصوصية فنية وأدبية كبيرة داخل حلقات‬
  ‫هذا المشروع لي َس فقط تميزها من الناحية التقنية‬          ‫لحظتها بالاكتمال‪ ،‬إشباع غريب يملأ حواسي‬
                                                          ‫ويغمرني بالسكينة‪ ،‬وقتها لمع الاسم في ذهني‪،‬‬
‫الكتابية‪ ،‬ولكن أي ًضا لأن الكاتبة نفسها قد أصبحت‬         ‫أناجيه به منذ لحظتها‪ ،‬يقولون إن الله يعطي من‬
     ‫أكثر وعيًا وفه ًما لمسار الحياة؛ لتنقل إلينا عبر‬   ‫يعرفه ما يشاء‪ ،‬فلماذا إذن لا أملك شيئًا‪ ،‬ولماذا لا‬

  ‫روايتها عن عالم يبقى فيه الغياب والتلاشي رغم‬                 ‫يستجيب لي فيعيدني إلى الوراء؟» ص‪.20‬‬
                      ‫كل محاولات الفكاك‪ .‬تقول‪:‬‬                  ‫في المقطع السابق تبدو الرواية من خلال‬
                                                         ‫الاسترسال السردي والوقفات الوصفية الواردة‬
 ‫«عندما وصلت أخي ًرا إلى جامعة القاهرة‪ ،‬صدمتني‬         ‫فيه‪ ،‬أن الحدث فيها يسير ببطء‪ ،‬إلا أن طبيعة هذه‬
    ‫ضخامتها‪ ،‬شعرت بالتوهان وعدم الانتماء منذ‬              ‫الأحداث قد جعلت منها بنية متحركة (ما ذنبي‬
                                                          ‫في أن أظل عالقة في هذا الزمن الذي لا أستطيع‬
 ‫اللحظة الأولى‪ ،‬لم أتمكن من الوصول إلى كليتي إلا‬             ‫الاندماج فيه‪ /‬هذا الزمن الذي ُيفككني شيئًا‬
‫بمشقة‪ ،‬لم يرغب أحد في مساعدتي‪ ،‬ولم أتمكن من‬                 ‫فشيئًا‪ /‬أشعر بأنني أتحلل ببطء وأنا على قيد‬
                                                           ‫الحياة‪ /‬أشعر بأطرافي تذوب‪ ،‬بشرتي تتفتت‪،‬‬
           ‫معرفة أين عليَّ الذهاب إلا بعد ساعات‪.‬‬       ‫عظامي تجف وتصبح أكثر هشاشة‪ /‬أشعر بقلبي‬
   ‫نقلت جدول محاضراتي‪ ،‬ثم جلست منزو ًيا على‬
    ‫درجة سلم باردة‪ .‬تبدو الجامعة كفناء مدرسة‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106