Page 108 - merit 47
P. 108
العـدد 47 106
نوفمبر ٢٠٢2
إثم العلاقات الاجتماعية المشوهة والمربكة ،العمة السليم والمفترض ،هذا الموضع -القسوة وعدم
كاميليا دفعت حياتها ثمنًا لقصة حب وجدتها الثقة -يدفع كاميليا الصغيرة إلى زيادة التماهي
والاندماج والتعاطف مع عمتها عبر مذكرات تجدها
العائلة خارج حدود السلوك المحترم ،فقد أحبت في البلكونة ،فتكون عالمها المفضل وملاذها الجميل.
فنا ًنا متزو ًجا كانت تلتقي به في مكان خاص قبل
أن تكشف زوجة الأخ خيوط قصة الحب المرفوضة تظل مفردة
هذه ،لتقنع العائلة بأن تزوجها من (جمال) صديق المرآة تدور
في أكثر من
أخيها المؤدب والخلوق ،عانت العمة كاميليا من مشهد علامة
الألم النفسي الثقيل ج َّراء هذه العلاقة ،حيث توصم على الانصياع
التام لانعكاس
بأنها تبني سعادتها على تعاسة إنسانة ثانية ،بعد صورة كاميليا
أن اتصلت زوجة الفنان الذي تحب بأبيها شاكية له
هذه العلاقة الملتبسة ،هذا الألم الذي دفعها للهروب الصغيرة
وتعلقها
أو التلاشي أو الذوبان كما تؤكد كاميليا الابنة. بصورة
العمة ،لاسيما
أن الإنسان
حينما يكون
منسج ًما مع
العالم ومتَّح ًدا
به ،فإنه لا
يحتاج إلى
المرآة ،ذلك أن
حاجته إليها
إنما تشتد في
فترات التفكك
النفسي،
حيث يبدأ في
الالتفات إلى تلك الصورة المتوحدة ليرى ما الذي
طرأ عليها بالفعل ،وما الذي تعكسه مما يجري في
داخله ،وما الذي ينوي عمله بعد ذلك كله .فالمرآة
إذن تعكس إلى الخارج ذلك العالم الداخلي للإنسان:
عالم الذات»(.)6
كيف يمكن لنا أن نقرأ ثقافيًّا هذا الاندماج بين
صورة كاميليا الصغيرة وعمتها؟
تثير هذه الرواية بشكل شجاع قدرة الفن على
الرفض عبر هتك المسكوت عنه ،ومنح الاسئلة
الخرساء في الواقع القدرة على أن ترفع صوتها
قلي ًل ،أسئلة تتعلق بالواقع الاجتماعي الخانق
الذي يح ِّم ُل المرأة خطيئة أن تكون أنثى ،لتتحمل