Page 186 - merit 47
P. 186

‫العـدد ‪47‬‬                                             ‫‪184‬‬

                          ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬                                         ‫هذا البحث على‬
                                                                               ‫تقنيات الرفض‬
‫متعددة‪ ،‬أطلقت عليها تقنيات قصيدة نجم من القصائد‬                                                        ‫يقف‬
                                                                                  ‫بين الجمالي‬
‫قصيدة الرفض‪ ،‬التي تطمح التي اتكأت على الحس‬                                   ‫والأيديولوجي في‬
                             ‫إلى التعبير عن قضاياها‬                           ‫شعر أحمد فؤاد‬
  ‫الرافض بشكل مباشر‪،‬‬          ‫بشكل لافت‪ ،‬ومؤثر في‬                             ‫نجم‪ ،‬وذلك للوقوف على‬
 ‫لكنها أفادت من التركيب‬    ‫وجدان المتلقي‪ ،‬ولن يتأتى‬                          ‫جماليات قصيدة الرفض‪،‬‬
‫اللغوي والجمالي للعامية‪،‬‬  ‫ذلك إلا عن طريق الانشغال‬
‫وسيحاول البحث الدخول‬      ‫بالجمالي‪ .‬كاللغة‪ ،‬والصورة‬                               ‫وأشكالها وروافدها‬
                                                                           ‫وأسبابها الحقيقية‪ ،‬معتمدة‬
‫إلى مفهوم الرفض‪ ،‬والجنوح‬  ‫والإيقاعات الشعرية‪،‬‬
                                                                             ‫على سؤال جوهري‪ ،‬وهو‬
‫إلى تأصيل قصيدة الرفض‬     ‫والرمز‪ ،‬والتناص‪ .‬وجل‬                              ‫متى ينتهي الأيديولوجي‪/‬‬

‫هذه التقنيات تمنح القصيدة في الدرس الأدبي الحديث‪.‬‬                               ‫السياسي؟‪ ،‬ومتى يبدأ‬
                          ‫ُبعدها الجمالي الخالص بعي ًدا‬                          ‫الجمالي والشعري في‬
‫ومنها إلى أشكال قصيدة‬          ‫عن الأدلجة‪ ،‬والمباشرة‪،‬‬                            ‫القصيدة؟ في ظني أن‬
‫الرفض وبنياتها الفنية في‬        ‫والشعارات السياسية‬                          ‫الرفض له أشكال متنوعة‪،‬‬
                                           ‫الصاخبة‪.‬‬                          ‫ولا يقتصر الموضوع على‬
   ‫شعر أحمد فؤاد نجم‪.‬‬                                                          ‫الرفض السياسي فقط‪،‬‬
                                                                          ‫فهناك أشكال أخرى للرفض‬
                          ‫ومن الملحوظ أن أحمد فؤاد‬                             ‫مثل (الرفض الإبداعي‪،‬‬
                                                                           ‫والتمرد على السائد ورفض‬
                          ‫نجم كان مناه ًضا وشاع ًرا‬                         ‫الأشكال الإبداعية المألوفة‪،‬‬
                          ‫سياسيًّا من الطراز الأول‪،‬‬                         ‫والرفض الثقافي‪ ،‬والرفض‬
                          ‫فقد كانت الجماهير تتغنى‬                            ‫الاجتماعي الذي يثور فيه‬
                                                                          ‫الشاعر على العادات والتقاليد‬
                          ‫بقصائده التي كان يلحنها‬                                 ‫والفوضى والهزيمة‬
                                                                          ‫المجتمعية‪ ،‬والردة الظلامية)‪،‬‬
                        ‫ويغنيها الشيخ إمام عيسى‬                             ‫لكن الرفض السياسي كان‬
                                                                          ‫له النصيب الأكبر من الذيوع‬
‫في خوش قدم‪ .‬حاولت في د‪.‬أحمد الصغير‬                                            ‫بين الناس وفي الأوساط‬
                                                                             ‫الثقافية والسياسية‪ ،‬لأنه‬
‫هذا البحث تقنيات قصيـــــــــ‬                                                ‫ارتبط بالأيديولوجيا التي‬
                                                                 ‫مقاربة‬     ‫يحملها الشاعر‪ ،‬مؤمنًا بها‪،‬‬
                                                                  ‫ماهية‬       ‫ومداف ًعا عن أفكاره‪ /‬ها‪.‬‬
                                                                ‫الرفض‪،‬‬        ‫وقد يبدو لنا أن قصيدة‬
                                                                          ‫الرفض تبدأ سياسيًّا وتنتهي‬
‫وملامحه في شعر أحمـــــــ‬                                                      ‫جماليًّا‪ ،‬أعني أن الفكرة‬
                                                                ‫الجمالية‬  ‫الأساسية للقصيدة سياسية‬
                          ‫في شعر‬                                          ‫بالأساس‪ ،‬ولكن التعبير عنها‬
                                                                             ‫يعتمد على تقنيات جمالية‬
                          ‫أحمد فؤاد‬

                          ‫نجم‪ ،‬من خلال مقاربة‬

                          ‫ثقافية لاختبار النصوص‬
                          ‫جماليًّا‪ ،‬محاو ًل الخروج‬
                          ‫من السياسي والمباشر‬

                          ‫والتقريري‪ ،‬للولوج في‬

                          ‫أرضية التكنيك الفني‬

                          ‫للرفض‪ ،‬ولماذا اتخذ الشاعر‬

                            ‫من الرفض تدمي ًرا حياتيًّا‬
                                ‫ومنه ًجا وطري ًقا لبناء‬

                          ‫القصيدة جماليًّا‪ ،‬في ظني أن‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191