Page 281 - merit 47
P. 281

‫‪279‬‬         ‫ثقافات وفنون‬

            ‫سينما‬

‫ميشيل فوكو‬  ‫كيركيغارد‬                                  ‫رينيه ديكارت‬       ‫وبالأعمال الفلسفية الوجودية‬
                                                                        ‫الروسية بشكل خاص‪ ،‬وخاصة‬
‫الأعمال‪ ،‬بالإضافة إلى موضوع‬               ‫التساؤل حول الله والإنسان‬
‫الموت الذي يحتل موق ًعا مركز ًّيا‬           ‫والعالم‪ ،‬إضافة إلى البحث‬          ‫تأثره بالفيلسوف والمفكر‬
                                                                          ‫الروسي «نيكولاي برادييف»‪،‬‬
  ‫في أعماله‪ ،‬فهو يذهب أبعد من‬            ‫الدائم عن الخلاص‪ .‬وإذا كان‬        ‫الذي أثرت العديد من أفكاره‬
     ‫مجرد الاشتغال على الموت‬               ‫تأثر تاركوفسكي بالفلسفة‬          ‫وأعماله في فكر تاركوفسكي‬
     ‫كموضوع فني وسينمائي‬
                                        ‫وجود ًّيا‪ ،‬فالأمر نفسه بالنسبة‬           ‫وظهرت جليًّا في أعماله‬
    ‫إلى تجسيد الموت كشخصية‬              ‫لبيرغمان‪ ،‬الذي يظهر جليًّا من‬                       ‫السينمائية‪.‬‬
 ‫أساسية في فيلمه الشهير ‪The‬‬             ‫خلال أعماله‪ ،‬التي تظهر تأثره‬
  ‫‪Seventh Seal‬الختم االسابع‬             ‫بالفلسفة الوجودية وأفكارها‪،‬‬        ‫إن سينما تاركوفسكي ليست‬
 ‫(‪ ،)1957‬الذي يظهر فيه الموت‬             ‫والمتمثلة أسا ًسا في الوجودية‬  ‫مجرد إنتاجات وأفلام عادية بل‬

      ‫متعين للمشاهد ومتجسد‬                    ‫السويدية مع الفيلسوف‬        ‫هي تجربة غرائبية وروحانية‬
     ‫في شخصية «ملاك الموت»‬                ‫الوجودي «كيركيغارد»‪ .‬هذا‬          ‫يحلل فيها الإنسان و ُي َش ِّرح‬
    ‫الذي يتحدى البطل الفارس‬            ‫التأثر سيظهر للمشاهد واض ًحا‬
     ‫«أنطونيوس بلوك» في لعبة‬           ‫من خلال المواضيع التي يسلط‬       ‫ويكشف أعماق الذات الإنسانية‪،‬‬
‫الشطرنج على حياته عند شاطئ‬               ‫عليها بيرغمان الضوء في كل‬         ‫كما أنها سينما تأملية تسافر‬

                        ‫البحر‪.‬‬              ‫أعماله؛ كموضوع الوجود‬        ‫بالإنسان في عمق ذاته وعلاقته‬
      ‫كما يضع بيرغمان أبطاله‬          ‫ووجود الإنسان ومعناه وموقعه‬           ‫بعالمه وموقعه فيه كشخص‬
 ‫وشخصياته دائ ًما في وضعيات‬                                                            ‫وكذات إنسانية‪.‬‬
‫من الضعف والمرض‪ ،‬سواء كان‬               ‫من العالم‪ ،‬كما يطرح بيرغمان‬                ‫لا يمكن الحديث عن‬
 ‫جسد ًّيا أو نفسيًّا أو عقليًّا‪ ،‬مما‬    ‫مواضيع مركزية تعتبر عمو ًدا‬          ‫تاركوفسكي دون الوقوف‬
‫يبرز محدودية الإنسان وضعفه‬
     ‫أمام قوة الطبيعة وشراسة‬              ‫فقر ًّيا وتنال حصة الأسد في‬     ‫عند تجربة سينمائية أخرى لا‬
                                       ‫معظم أعماله‪ ،‬كموضوع الحرب‬            ‫تقل أهمية عنه‪ ،‬فما إن يذكر‬
                                      ‫الذي يأتي خلفية للعديد من هذه‬
                                                                          ‫إسم تاركوفسكي عند جمهور‬
                                                                           ‫السينما ونقادها‪ ،‬حتى يتبادر‬
                                                                         ‫للأذهان إسم المخرج السويدي‬

                                                                              ‫الشهير «إنغمار بيرغمان»‬
                                                                            ‫(‪ )2007 -1918‬الذي يمثل‬

                                                                              ‫مرحلة النهضة السينمائية‬
                                                                            ‫الإسكندنافية‪ ..‬ولد بيرغمان‬
                                                                             ‫بمحيط بروتستانتي متدين‬
                                                                             ‫إلى حد كبير وفي جو عائلي‬
                                                                           ‫مشحون ومنشغل بمواضيع‬

                                                                                ‫الله والإيمان والخلاص‪،‬‬
                                                                         ‫الشيء الذي انعكس على أفكاره‬
                                                                          ‫وتأملاته الفنية والفكرية وعلى‬

                                                                             ‫أعماله السينمائية‪ ،‬منشغ ًل‬
                                                                         ‫بهذه المواضيع ومشتغ ًل عليها‪،‬‬
                                                                        ‫وواض ًعا إياها موضع تساؤل في‬
                                                                         ‫جل أعماله التي دائ ًما ما تجسد‬

                                                                             ‫الحيرة بين الشك واليقين‪،‬‬
   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285   286