Page 276 - merit 47
P. 276
العـدد 47 274
نوفمبر ٢٠٢2
البسيطة أمام ثنائية مفاهيمية وتعرف كذلك بالفن السابع، يمكن فيه القول إن تعريفات
متمثلة في «المفهوم» و»الصورة»، وهي فن «التصوير المتحرك»، الفلسفة متعددة بتعدد الفلاسفة،
وهذا التصوير يتجسد في أعمال
وأمام تقابل بين الفلسفة التي فكل فيلسوف يقيم للفلسفة
تظهر وتكشف عن نفسها عن وأفلام سينمائية يشاهدها مفهومه الخاص النابع من
طريق المفهوم ،والسينما التي الجمهور على شاشات كبرى في منظوره لها ونسق تفكيره،
دور السينما ،أو على الشاشات إلى حد يكون فيه سؤال «ما
تعبر عن أفكارها وقضاياها الصغيرة كالتلفاز والحواسيب الفلسفة؟» إشكا ًل وموضو ًعا
باستعمال الصورة ،وهذا التقابل في سياقنا الحالي الذي أصبحت فلسفيًّا بذاته ،ومن هنا ،ونظ ًرا
بين هذه الثنائية هو ما سنحاول لهذا التعدد المفهومي ،فمن
فيه دور السينما شيئًا ثانو ًّيا الضروري تحديد تعريف
تناوله في هذا المقال ،والكشف بالنسبة للناس ،وقد ظهرت للفلسفة يتماشى وطبيعة
عن نقط الالتقاء بينهما وإبراز الموضوع ،ولن يسعفنا في هذا
العلاقة أو العلاقات الممكنة بين السينما بعد سلسلة من الصدد سوى التعريف الذي
الاختراعات والصناعات التقنية قدمه الفيلسوف الفرنسي
كل من الفلسفة والسينما. «جيل دولوز» ،حيث ع َّرف
يمكن الحديث عن العلاقة لتصبح بعد ذلك «الصناعة الفلسفة كونها «فنًّا لنحت
بين السينما والفلسفة في السينمائية» مجا ًل مستق ًّل بذاته.
أولى مستوياتها وتمظهراتها وإبداع المفاهيم»،
من خلال «الموضوع» ،أو تضعنا هذه الإطلالة المفاهيمية والغاية هنا من
الموضوعات
المشتركة بينهما، استحضار «جيل
وهنا سوف دولوز» هي
يكون الحديث عن
الإشكالات الفلسفية أن تعريفه هذا
كموضوعات يتماشى ومنحى
للأعمال السينمائية، الموضوع المراد
فالسينما تقوم مناقشته في هذا
بتصريف المواضيع المقال ،وكذا نظ ًرا
التي اشتغلت عليها لعلاقته الوطيدة
الفلسفة ،وتعبر
عنها عن طريق مع السينما
الصورة والمشاهد واهتمامه الكبير
المرئية بواسطة
أحداث وشخوص بها.
وحوارات؛ إنها إذا كانت الفلسفة
تعبر عن التأملات
الفلسفية وعن «فن لإبداع
المكتوب والمفكر وإنتاج المفاهيم»
فيه داخل الفلسفة
عن طريق المرئي كما عرفها
والمُ َشا َهد ،فهي في «جيل دولوز»،
الكثير من الأحيان
فإن السينما
ستكون حت ًما فنًّا
لإنتاج الصور،
فالسينما نوع
من أنواع الفنون
The Matrix