Page 274 - merit 47
P. 274

‫العـدد ‪47‬‬                          ‫‪272‬‬

                                    ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬

    ‫موريسون أ َّن موسيقى الجاز‬                 ‫وليام هنري باركر‬                     ‫فالديمار بو ْن ِسلس‬
  ‫هد َّية الزنوج الذين اختطفوا من‬
                                     ‫لماذا حكايات العنكبوت‪،‬‬                ‫بصندوقها (أو ج َّرتها قبل سوء‬
    ‫أفريقيا إلى العالم الجديد حيث‬       ‫أو الأنانسيسم»؟‬                   ‫الترجمة) الذي أخفى فيه زيوس‬
‫استعبدوا‪ ،‬وتاليًا هي هدية أميركا‬                                         ‫كل الشرور التي تصيب البشرية‪،‬‬
                                           ‫يجيب وليام هنري باركر‪،‬‬         ‫عقا ًبا لها بعد سرقة بروميثيوس‬
     ‫للعالم‪ .‬ويضيف أ َّن الأفريقي‬    ‫جامع الحكايات ومعيد صياغتها‬
 ‫عندما وصل إلى العالم الجديد لم‬                                              ‫النار ليعطيها للإنسان‪ .‬إلى أن‬
‫يكن يحمل إلا تلك الأسمال البالية‬         ‫بمساعدة سيسيليا سينكلير‪،‬‬            ‫دفع الارتياب ببندورا إلى فتح‬
‫وما يختزنه في عقله‪ ،‬وفق ما كتب‬         ‫عن السؤال بأنه ليس هناك ما‬         ‫الصندوق‪( ،‬وبعض المراجع تقول‬
                                      ‫يو ِّضح كثرة قصص العنكبوت‪،‬‬        ‫إن إيبيميثيوس شقيق بروميثيوس‬
   ‫المؤرخ جيمس لينكولن كولييه‪.‬‬         ‫وقد يكون الأمر عائ ًدا إلى كثرة‬       ‫وزوج باندورا هو من فتحه)‪،‬‬
‫ويرجع الكاتب جذور «الجاز» إلى‬
 ‫أغاني البلوز الحزينة‪ ،‬والأناشيد‬          ‫العناكب في المساكن والبيئة‬          ‫لتخرج منه الشرور في هيئة‬
                                     ‫المحيطة‪ .‬ويلاحظ أ َّن قبائل أخرى‬    ‫ثعابين‪( ،‬وثمة زعم أنها لم تكن إلا‬
       ‫الروحيَّة ونداءات الحقول‪.‬‬    ‫تص ُّب اهتمامها على مخلوقات مثل‬       ‫نع ًما وبركات)‪ ،‬باستثناء ما جعل‬
   ‫حالة تجد ما يماثلها في رقصة‬      ‫الفيل والسلحفاة‪ ،‬وليس من دليل‬         ‫الإنسان يتمتع به إلى اليوم‪ ،‬وهو‬
 ‫«الفلامينكو» الأندلسية من حيث‬      ‫كاف لتتبع أصل الرمز الحيواني‪.‬‬
                                                                                                 ‫الأمل‪.‬‬
      ‫التعبير عن المعاناة لمصادرة‬     ‫غير أن الحسين خضيري ينتبه‬                ‫مهما يكن من تنويعات على‬
‫التاريخ وإلغاء الهوية‪ .‬فهي‪ ،‬مثلما‬          ‫إلى رمزية أنانسي الحكيم‬            ‫الأسطورة عبر الأزمنة‪ ،‬ومن‬
                                                                            ‫تكييف للحكايات الشعبية وفق‬
    ‫يحلل الباحث أنطونيو مانويل‬           ‫والمراوغ‪ ،‬بصفته رم ًزا للبقاء‬   ‫البيئة المرو َّية فيها‪ ،‬فهناك ج َّرة في‬
    ‫رودريغيز راموس‪ ،‬تتك َّون في‬       ‫ومقاومة الرق في العالم الجديد‪.‬‬       ‫السرديتين جمعت فيها شرور‪،‬‬
    ‫تسميتها من كلمتين عربيَّتين‪،‬‬                                          ‫أو نعم‪ ،‬أو مواهب و ِحكم‪ .‬وهناك‬
                                          ‫يبدو أ َّن الأنانسيسم ليست‬    ‫خروج وانتشار امت َّد في العالم‪ ،‬يفيد‬
      ‫هما‪ :‬فلاح منكوب‪ .‬فلم يجد‬           ‫الوحيدة رم ًزا للمقاومة‪ ،‬فقد‬     ‫أو يؤذي البشر َّية؛ وربما الأصح‬
   ‫الأندلسي «البدون»‪ ،‬أي المنتزع‬          ‫ذكر الناقد صلاح هاشم في‬          ‫أن تكون الإفادة والأذية وجهين‬
    ‫من لغته ودينه وردائه‪ ،‬سوى‬             ‫كتابه «جاز وأفلام» أ َّن ثمة‬      ‫متلازمين في مسيرة الإنسان‪.‬‬
   ‫ما يذكره بما كان عليه‪ ،‬فكانت‬          ‫مقاومة بأنغام الجاز‪ .‬ويورد‬
                                     ‫اقتبا ًسا للروائية الأميركية توني‬
                     ‫الفلامينكو‪.‬‬
     ‫بيت العنكبوت أوهن البيوت‬
      ‫في بعض الموروثات الدينية‪،‬‬
     ‫وفي موروثات ثقافية أخرى‪،‬‬
   ‫لا سيما الهندية‪ ،‬يرمز تارة إلى‬
 ‫عالم مصنوع من نسيج واه‪ ،‬هو‬
  ‫نسيج الأوهام‪ ،‬وتارة أخرى إلى‬
    ‫التوازن (العنكبوت مع خيطها‬
‫مثل اليويو)‪ .‬في حين أ َّن العنكبوت‬

        ‫رمز النساء الناسجات في‬
 ‫الميثولوجيا الإغريقية‪ .‬مهما يكن‪،‬‬
  ‫فقد اتخذتها النحاتة الفرنسية‪-‬‬
 ‫الأميريكية لويز بورجوا نموذ ًجا‬

       ‫في منحوتاتها «المامان»‪ ،‬أو‬
                  ‫العنكبوت الأم‬
   269   270   271   272   273   274   275   276   277   278   279