Page 270 - merit 47
P. 270
العـدد 47 268
نوفمبر ٢٠٢2 وكانت العقائد السماوية هي
الخطوة الأكثر حنكة في هذه
كولومبوس .أما في حضارات الإنسان والحيوانات وهي تلد العملية ،وما تحويلها الموقع
جنوب شرق آسيا ،في الهند صغارها (ربما كتعويذة سحرية الإبداعي من الأرض إلى السماء،
تحدي ًدا ،فقائمة المحظورات تتوسل لقوى ما وراء الطبيعة كي إلا تحول من سحر البطن إلى
الفنية لها خطاب مختلف ،لم
يحظر تصوير مشاهد الجنس تواصل الطبيعة عملها وتعجل سحر الرأس.
أو الولادة ،ورغم ذلك لم تصور بمعجزة التناسل) .كما أن طريقة هنا يبدو غياب المرأة التي تلد عن
هذه الأوضاع بحرية سوى في فنون الأبيض المتوسط الذكورية
مخطوطات الكاماسوترا ،أو في دفن الإنسان القديم لموتاه في
المعابد المخصصة للحب والجنس جرار ،وفي وضع يشبه وضع منطقيًّا ،فالولادة كتج ٍّل أعظم
الجنين في رحم الأم ،فتوحي بأن للطبيعة الأنثوية هو تجسيد
كما في معبد خاجوراهو. الموت نفسه كان ينظر له كعودة حي لكل ما يخشاه الرجل ،هذا
بالعودة إلى الواسطي ،تضيف إلى الرحم الأول ،رحم الطبيعة هو مصدر الحساسية في رأيي:
أمل بورتر :عند تصويره للمرأة الأم .وربما كانت فريدة كالهو الخوف وليس الخجل ،الرعب
في حالة الوضع ،ورغم التفاصيل أول فنانة في العصر الحديث أمام مشهد الطبيعة وهي تنفتح
تتطرق إلى هذا الموضوع استنا ًدا على السوائل اللزجة ،والروائح
الدقيقة ،لم يجعلنا نشعر أن المظلمة :اللحظة الحاسمة في
إلى التراث المكسيكي الما قبل الانفصال الصادم والجارح
للميلاد .هنا أي ًضا سيبدو دور
مخطوطة لكتاب صور الكواكب لعبد الرحمن الصوفي الأديان السماوية الثلاثة منطقيًّا،
ومتس ًقا مع النظرة الذكورية
المتعالية لحضارات الأبيض
المتوسط ،وسنفهم أن اقصاء
المرأة من المشهد عمو ًما ،ليس
عم ًل ضد المرأة كنوع ،بل ضد
حضورها كرمز متجسد للطبيعة
التي يسعي الرجل للانفصال
عنها ،بل والسيطرة عليها .فهل
كانت الحضارات البعيدة عن
مركز العالم في الأبيض المتوسط،
شر ًقا وغر ًبا ،أقل ذكورية أو
أكثر أنثوية لتحتفي نسبيًّا
بمشهد كهذا؟ ربما ،أو كما
تقول أمل بورتر ،مرة أخرى:
في الحضارات غير الأوروبية،
أو حتى فيما قبل التاريخ ،نجد
لهذا الموضوع أهمية خاصة في
تراث تلك الحضارات ما قبل
كولمبوس (المايا والأزيتيك) .أما
إنسان ما قبل التاريخ فصور