Page 265 - merit 47
P. 265
263 ثقافات وفنون
فنون
الكآبة ،فسألنا واح ًدا منهم عن كاميليا بايلي بالمكتبة الوطنية بباريس،
سر الكآبة ،فقال :إن امرأة حاكم وعنوانها «المقامة العمانية»:
وسارت السفينة في هواء عليل، قال الحارث :كنت بعمان ،فخطر
البلد في حالة وضع وعسر في إلى أن هبت عاصفة شديدة لى أن أركب البحر ،فوجدت مركبًا
الولادة .فقال أبو زيد :إن عندي نقلت إليه متاعي ،وتعرفت على
وصفة لهذه الحال ،وكتب كلا ًما، فاضطررنا إلى أن نرسي السفينة جماعة فيه ،ولما همت المركب في
ووضعه داخل خرقة من الحرير إلى جزيرة ،ومكثنا فيها إلى الإقلاع ونشر الشراع ،سمعنا من
الشاطئ هات ًفا يدعو لمصاحبته،
وغمسه في الزبدة ،ثم قال: أن نفد الزاد ،فدعاني أبو زيد ويطلب إلينا أن نقبل ركوبه
توضع هذه الخرقة على فخذ أن أصحبه إلى داخل الجزيرة المركب ،فعطفنا عليه وحملناه
المرأة ،ولم تمض إلا دقائق حتى سعيًا وراء القوت .وسرنا إلى معنا ،فأخذ يطرفنا بأحاديثه
وضعت غلا ًما .وبلغ الخبر الوالي أن صادفنا جماعة من العبيد ويفيض علينا من نوادره ،فقلت
ففرح واستبشر ،وسأل عن يحرسون قص ًرا وهم في غاية له :بالذي سخر لنا هذا البحر
السر ،فدلوه على أبي زيد ،فأغدق اللجي ،ألست السروجي؟ فقال
عليه ،وجعله من خاصته .قال نعم أنا السروجي صاحبك
الحارث :فلما رأيته قد مال حيث القديم ،فحمدت الصحبة والسفر،
يكتسب المال ،توجهت إليه باللوم،
فاعتذر إل َّي واعتذر عن السير
معي ،وودعني إلى المركب ثم عاد.
لن نتوقف طوي ًل عند الخصائص
الفنية والاختلافات بين مدرسة
بغداد ومدرسة واسط في رسم
المنمنمات ،لكن ما نراه في هذه
المنمنمات المرسومة خصي ًصا
لشرح المقامة العمانية ،ينفي ما
قر في عقولنا عبر المستشرقين