Page 268 - merit 47
P. 268
العـدد 47 266
نوفمبر ٢٠٢2 ولادتي .اندهشت بالطبع أمام
غياب مشهد كهذا عن فنون
امرأة تلد في القرن التاسع عشر
التصوير القديمة والحديثة ،حتى
عند المصريين القدامى الذين
لم يتركوا شاردة أو واردة من
تفاصيل الحياة اليومية –من
حصاد القمح وولادة الحيوانات
إلى ختان الذكور -إلا وزينوا بها
جدران المقابر العظيمة كشحنة
واقعية يستعيد بها الميت حياته
الأولى في الحياة الثانية .تظهر في
تصاويرهم امرأة حبلي ،وايزيس
ترضع طفلها السماوي حورس،
فكيف أو لماذا اختفى المشهد بين
الحمل والرضاعة؟
سألت جوجول مرة أخرى لكن
باللغة الإنجليزيةwoman :
،giving birthفأجابني بفيض
من التماثيل الصغيرة لامرأة تلد،
الكثير منها يعود إلى حضارات
ما قبل كولومبوس في الأميركتين
(المايا والأزيتيك) ،وبعضها
من الهند ،وبعضها من مصر
القديمة صاحبة أول كرسي
مخصص للولادة .والملاحظ من
الصور أن المرأة غالبا لم تكن تلد
منفردة ،بل في حضور الآلهة،
أو القابلة ،القابلة التي كان يتم
اختيارها في حضارة المايا مث ًل
عن طريق وحي إلهي بما يعني
ضمنيًّا أهمية الفعل الذي تقوم
به وقدسية إعادة انتاج الحياة
من خلال الولادة .وربما كانت له
دلالة أخري!
والملاحظ أي ًضا في كل هذه
المنحوتات أن المرأة تلد في وضع
القرفصاء وليس في وضع
الاستلقاء الذي نتصوره جمي ًعا،