Page 267 - merit 47
P. 267
265 ثقافات وفنون
فنون
فريدا كالهو ثروت عكاشة أمل بورتر إلا أنه لم يغفل الحضور الأنثوي
في المشهد ،بل صور المرأة
مهمة تقتصر على النساء. الحريري ،أو في منمنمة الواسطي
الملاحظة الثانية هي سهولة تقبل المصاحبة للنص المكتوب .ربما وركز على تعبيرات وجهها وعلى
لبعد عمان عن المركز العلمي في تفاصيل جسمها واستدارته .بما
وتنفيذ الوصفة السحرية التي يعطي دلالة واقعية ليس فقط على
كتبها السروجي للتعجيل بخروج بغداد ،أو لعدم شيوع التخصص التفضيل الجمالي للمرأة الممتلئة
في التوليد وأمراض النساء بين في الذائقة الذكورية العربية ،ولكن
الجنين من بطن أمه ،ونجاح الأطباء العرب في ذلك الوقت،
الوصفة ذاتها لا يدع مجا ًل وترك هذه المهمة للقابلة ،وهي أي ًضا على الوضع الاجتماعي
للشك في المزاوجة بين العلمي نفسه ،فالمرأة التي تلد في المنمنمة
والسحري في الطب العربي ،بل
وفي طب العالم كله تقريبًا ،في العمانية أكثر استدارة وبدانة
ذلك الوقت ،وكذا في العقل العام (وربما كانت البدانة بسبب
نفسه. الحمل نفسه) من جواريها أو من
ولأن العمل الفني هو إعادة إنتاج القابلة التي تجلس بين فخذيها
دائمة لعمل فني آخر ،كما يقول المفتوحتين .وفي الوقت نفسه لم
ڤالتر بنيامين ،توقفت للبحث عن يغفل الواسطي في هذه المنمنمة
أن يرسم المرأة التي تلد بكامل
صور مماثلة ،وسألت جوجول زينتها وحليها ،وهو ما يتطابق
باللغة العربية عن صور أخرى
لامرأة تلد ،فلم أجد سوى صورة أي ًضا وواقع المرأة العمانية قدي ًما
واحدة تقريبًا ،دلتني عليها أمل وإلى الآن ،كما تقول أمل بورتر
بورتر مرة أخرى ،وكانت اللوحة ويؤيدها في ذلك الباحث التشكيلي
العماني بدر المعمري .والغريب أن
من أعمال فريدا كالهو غير بعض الباحثين فسروا عري المرأة
المشهورة والتي تحمل عنوان:
التي تلد في منمنمة الواسطي
بكونها أجنبية غير مسلمة وهو
ما سمح للفنان المسلم برسمها
عارية ،استنا ًدا للون البنفسجي
الغامق الذي رسمت به ،وهو لون
لم يستخدمه الواسطي في رسم
منمنمات أخرى .لكن الواقع يقول
إن لأهل عمان بشرة زيتونية
تشبه لون بشرة الهنود ،لكن هذه
الحجة الضعيفة تشير بطريقة ما
إلى الكيفية التي يعمل بها العقل
المحافظ أو المتزمت.
وقبل أن نستغرق في الوصف
التفصيلي لموضوع الولادة،
نسجل ملاحظة أساسية وهي
غياب الطبيب عن المشهد،
سواء في نص المقامة كما كتبه