Page 284 - merit 47
P. 284

‫متشعبة ومتماهية كعلاقة‬       ‫السينما وسيلة بيداغوجية لتدريس‬
  ‫الفلسفة بالسينما‪ ،‬فأبعاد هذه‬    ‫الفلسفة خاصة للأطفال في المدارس‪،‬‬
   ‫العلاقة تظل كبيرة ومتعددة‪،‬‬
‫فبالرغم من كل ما سبق التطرق‬           ‫وكذلك الحال بخصوص الطلبة‬
   ‫إليه في هذا الموضوع‪ ،‬فإنه لا‬      ‫بالجامعات‪ ،‬لأنها تتيح إمكانية‬
‫يمكن الوقوف عند علاقة واحدة‬           ‫التفكير وتشعل شرارة التفكير‬
  ‫بين السينما والفلسفة‪ ،‬أو على‬     ‫الفلسفي ومرتكزات فعل التفلسف‪،‬‬
                                   ‫وهو ما قد يحين إمكانية التساؤل‬
     ‫حكم واحد بينهما «ترابط‪/‬‬        ‫وفتح الباب للخوض في النقاشات‬
  ‫تعارض»‪ ،‬بل هي سلسلة من‬          ‫والأفكار الفلسفية وسبر أغوار التفكير‬
  ‫التقابلات والعلاقات المتشعبة‬
 ‫التي تلتقي تارة وتنفصل تارة‬              ‫الفلسفي الحر والنقدي‪.‬‬
   ‫أخرى‪ ،‬لكن هذه العلاقة تظل‬
                                       ‫اشتغاله‪ ،‬ومنطقه الخاص‬               ‫و َع َر ِضي فقط‪ .‬ومن هنا يصبح‬
     ‫بارزة ولا يمكن إنكارها أو‬          ‫الذي يمنحه خصوصيته‬                 ‫هذا الاستحضار الذي تقوم به‬
 ‫غض الطرف عنها‪ .‬كما أن هذا‬          ‫واستقلاليته وحضوره‪ ،‬لكن‬               ‫السينما والفلسفة على حد سواء‬
‫الموضوع وهذه العلاقة لا يمكن‬       ‫هذه الاستقلالية بين المجالات‬
 ‫الإمساك بكل أطرافها في مقال‬          ‫والتخصصات لا تعني أب ًدا‬                ‫فع ًل إبداعيًّا بذاته‪ .‬فلا يمكن‬
‫واحد‪ ،‬بل هو موضوع يستدعي‬             ‫القطيعة‪ ،‬بل هي سلسلة من‬                  ‫الحديث عن السينما بكونها‬
                                      ‫العلاقات والتقاطعات‪ ،‬فكل‬                 ‫فقط تبني وتدوير لما جاءت‬
    ‫سلسلة من المقالات المطولة‪،‬‬         ‫تخصص سواء كان علميًّا‬                 ‫به الفلسفة من أفكار وقضايا‬
  ‫وليس هذا المقال سوى إشارة‬          ‫أو فنيًّا‪ ،‬فكر ًّيا أو أدبيًّا‪ ،‬يجد‬
   ‫لهذه العلاقة ومحاولة لإثارة‬      ‫نفسه في تقاطع مع المجالات‬                    ‫ومواضيع‪ ،‬وإلا فسيكون‬
                                   ‫والحقول الأخرى‪ ،‬وهنا يكمن‬                 ‫هذا القول ظل ًما كبي ًرا في حق‬
             ‫انتباه القارئ إليها‬  ‫المغزى من هذا المقال كمحاولة‬                ‫السينما‪ .‬صحيح أن الفلسفة‬
                                    ‫لإبراز نقط الالتقاء والتقاطع‪،‬‬
                ‫الهوامش‪:‬‬          ‫والوقوف عند العلاقات الممكنة‬                    ‫تقدم أفكارها وقضاياها‬
                                  ‫بين كل من الفلسفة والسينما‪،‬‬               ‫للسينما كمواد خام للاشتغال‬
      ‫‪Le monde comme -1‬‬            ‫لكن هذه المحاولة التحليلية لا‬
  ‫‪volonté et représentation‬‬       ‫تنفي صعوبة الوقوف عند كل‬                    ‫السينمائي‪ ،‬لكن هذا لا ينفي‬
 ‫‪Arthur Schopenhauer. -2‬‬          ‫الحدود والتقاطعات التي تلتقي‬                ‫أن السينما تبدع مواضيعها‬
                                    ‫فيها المجالات والتخصصات‪،‬‬
                       ‫‪.P1821‬‬     ‫خاصة إذا تعلق الأمر بمجالين‬                         ‫وقضاياها الجديدة‪.‬‬
  ‫‪Alain badiou: cinema -2‬‬            ‫مثل الفلسفة والفن وبعلاقة‬               ‫إن الهدف من هذا المقال ليس‬
                                                                              ‫إلصاق السينما بالفلسفة أو‬
             ‫‪and philosophy‬‬                                               ‫الفلسفة بالسينما‪ ،‬وربط أحدهما‬
  ‫‪ -3‬فن الأدب‪ ،‬توفيق الحكيم‪،‬‬
                                                                                ‫بالآخر أو جعل وجودهما‬
                   ‫ص‪.13 /12‬‬                                                     ‫رهين بالآخر‪ ،‬فلكل منهما‬
             ‫‪ -4‬المصدر نفسه‪.‬‬                                                     ‫منهجه ومفاهيمه ومجال‬
      ‫‪ -5‬يوهان فولفجانج فون‬
 ‫جوته‪ ،‬أفكار وتأملات‪ ،‬ص‪.63‬‬
   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288   289