Page 283 - merit 47
P. 283
281 ثقافات وفنون
سينما
والفني ،هو أن تتناول الفكرة الفرنسية ،الحرب العالمية الأفكار الجديدة يؤدي لا محال
التي قد تكون مألوفة للناس، الثانية ،الهولوكوست ،حرب لأزمة الفن ،وبالتالي تقهقر
فتسكب فيها من أدبك وفنك الفيتنام ،وكذا المواضيع المتعلقة
ما يجعلها تنقلب خل ًقا جدي ًدا بالفضاء والكائنات الفضائية.. وركود الإنتاج الفني والإبداعي.
يبهر العين ويدهش العقل ..أو وغيرها من المواضيع ،كثي ًرا ما ولكنهما مع ذلك ،أي السينما
أن تعالج الموضوع الذي كاد قد تصيب المشاهد بالملل من والفلسفة ،تحاولان وبكل قوة
يبلى بين أصابع السابقين؛ فإذا شدة وكثرة تناولها في الأعمال البحث عن بناء وإبداع أفكار
هو يضيء بين يديك ،بروح السينمائية ،ولكنها سرعان ما جديدة ،غير أن هذا الإبداع
من عندك»( ،)3وبناء عليه فإن تجذب اهتمامه وتثير دهشته وهذا التفكير الذي تقوم به
قيمة الفن حسب توفيق الحكيم حينما يتم إعادة تناولها من كل من الفلسفة والسينما لا
تتجسد «ليس في الهيكل ،بل في زوايا جديدة مختلفة عن المعتاد، يتعلق دو ًما بالبحث عن أفكار
الثوب ..والفن هو الثوب الجديد وهذا الاستحضار المتواصل هو
الذي يمنح للسينما راهنيتها جديدة ومواضيع مستجدة ،بل
الذي يلبسه الفنان للهيكل إنهما وفي العديد من الأحيان
القديم ،إنه الكسوة المتجددة وحضورها الدائم.
ومن هنا يصبح فعل يقومان بالعودة لتناول الأفكار
لكعبة لا تتغير»(.)4 الاستحضار فع ًل أساسيًّا في والمواضيع السابقة وإعادة
نفس الأمر يعبر عنه الشاعر العمل الإبداعي ،بل ويصبح فع ًل البحث والنظر فيها بشكل
إبداعيًّا بذاته ،وهو ما يعبر عنه
الألماني «يوهان فولفجانج الأديب المصري «توفيق الحكيم» جديد وبنظرة مستجدة ،إذ إن
فون جوته» كذلك بقوله« :ليس في سياق حديثه عن الإبداع مسألة الاستحضار تعد مسألة
ال ُكتاب الكبار ُكتا ًبا كبا ًرا لأنهم الأدبي ،بقوله« :ليس الابتكار في أساسية ومركزية في الفلسفة،
الأدب والفن أن تطرق موضو ًعا
أتوا بأشياء لم يؤت بها من لم يسبقك إليه سابق ،ولا أن إحياء المواضيع والإشكالات
قبل ،وإنما هم ُكتاب كبار لأنهم تعثر على فكرة لم تخطر على السابقة والكشف عنها وإعادة
أبرزوا الأشياء كما لو أنها تكتب بال غيرك ..إنما الابتكار الأدبي تناولها والنظر فيها بشكل جديد
على ضوء المستجدات الفكرية
لأول مرة»(.)5
إن مسألة الاستحضار هذه والعلمية والمجتمعية الراهنة،
وإذا كانت الفلسفة فنًّا لنحت
ليست مجرد إعادة تدوير وإبداع المفاهيم حسب التحديد
للأفكار والمواضيع السابقة ،بل الذي قدمه لنا دولوز ،فإن هذه
هي إعادة الكشف عنها والنظر المفاهيم تحتاج لتجديد دائم
فيها من زوايا جديدة والكشف ومستمر ،إما بتغييرها وإبداع
مفاهيم جديدة ،أو بإعادة إحياء
عن جوانبها غير المكت َشفة المفاهيم السابقة ومنحها معاني
واللامفكر فيها حسب تعبير ورو ًحا جديدة ،وهو الشيء
المفكر والفيلسوف الفرنسي الذي يمنح للفلسفة راهنيتها
ويحول دون موتها حسب جيل
ميشيل فوكو؛ الذي يجعل
مفهوم اللامفكر فيه مفهو ًما دولوز .وفعل الاستحضار
مركز ًّيا لديه ،حيث إنه يقوم هذا هو نفسه الذي تقوم به
بسبر أغوار الفكر الإنساني،
السينما حين تعود لتناول
ويبحث في المواضيع التي المواضيع والقضايا التي سبق
همشها التاريخ وعن القضايا
الاشتغال عليها سينمائيا.
اللامفكر فيها أو التي تم حيث إن مواضيع مثل الثورة
الاشتغال عليها بشكل سطحي