Page 177 - merit 45

‫‪175‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫بعض‬ ‫كبير على ظهر المركبات‬ ‫ربما يكون تحليل محتوى‬
‫سمات‬
‫الرسائل‬ ‫المتنوعة؛ كما أن لها تمظهرات‬ ‫هذه الرسائل‪ ،‬على الرغم‬
‫الإشهارية‪.‬‬
‫لعل أهم ما يميز‬ ‫أخرى على واجهات بعض‬ ‫من تنوعها الشديد وتباينها‪،‬‬
‫هذه اللافتات‬
‫‪-‬وف ًقا لخصائصها‬ ‫المحلات في المناطق الشعبية‪،‬‬ ‫ر ًّدا على إجابة هذا السؤال‪،‬‬
‫سالفة الذكر‪ -‬أنها‬
‫«شبه»؛ فهي «شبه»‬ ‫وعلى عربات البائعين‬ ‫وربما نتطرف في تفسير‬
‫ظاهرة‪ ،‬أي أنها لا تقع‬
‫تحت تصنيف الظاهرة‬ ‫المتجولين‪.‬‬ ‫الظاهرة تاريخيًّا‪ ،‬فنزعم‬
‫المكتملة‪ ،‬حسب المفهوم‬
‫الفلسفي للظواهر؛ كما‬ ‫ثان ًيا‪ :‬أنها شبه شعبية؛‬ ‫أنها سلوك يتسرب عبر‬
‫أنها «شبه» شعبية‪ ،‬فلا‬ ‫بمعنى أنها غير معروفة‬
‫يمكن وصفها بأنها نوع‬ ‫التاريخ من مصر القديمة‪،‬‬
‫من الأدب الشعبي؛ وهي‬ ‫المؤلف‪ ،‬وإن كان قد تبناها‬
‫أي ًضا «شبه» إشهارية‪ ،‬حيث‬ ‫يتمثل في الشغف المصري‬
‫تؤدي بعض وظائف الرسائل‬ ‫شخص متعين حين اختارها‬
‫الإشهارية دون أن ينطبق‬ ‫الأصيل بالكتابة والنقش على‬
‫عليها وصف الإشهاري‬ ‫لتكون لافتة على محل رزقه‪،‬‬
‫بشكل مكتمل؛ بل إنها‬ ‫الجدران‪ ،‬وبخاصة أن هذه‬
‫«شبه» لافتة‪ ،‬فهي متعددة‬ ‫ومجهولية المؤلف هذه يجعل‬
‫الوظائف ومتباينة الخطابات‬ ‫هذه العبارات تتلاقى في هذه‬ ‫الظاهرة تكاد تكون مصرية‬
‫والدوافع‪ .‬يبدو‪ ،‬إذن‪ ،‬أن‬ ‫بامتياز‪.‬‬
‫هذه السمة «شبه» تتلاءم‬ ‫الخاصية تحدي ًدا مع الأدب‬
‫مع حالة اللايقين السائدة‬ ‫الشعبي‪ ،‬والأمثال الشعبية‬ ‫تنطوي هذه اللافتات‪/‬‬
‫تحدي ًدا‪ ،‬وبخاصة أن كثي ًرا‬ ‫الرسائل على مجموعة من‬
‫من هذه العبارات تصاغ على‬ ‫الخصائص الذاتية التي تحدد‬

‫هيئة المثل الشعبي‪.‬‬ ‫بنيتها الخاصة ودورها‬
‫ثال ًثا‪ :‬أنها شبه إشهارية؛‬ ‫التواصلي‪:‬‬
‫فهي تميِّز المركبة أو محل‬
‫أو ًل‪ :‬أنها شبه ظاهرة؛‬
‫الرزق‪ ،‬وتنقل محتواها‬ ‫بمعنى أنها شائعة إلى حد‬

‫إلى عدد‬

‫لا محدود‬

‫من الناس‪،‬‬

‫ما يجعلها‬
‫ــضمرة في لافتات المركبات تنطوي على‬