Page 173 - merit 45
P. 173

‫حول العالم ‪1 7 1‬‬

‫عبد القادر الشاوي‬             ‫عبد السلام بنعبد العالي‬       ‫الاثنين‪ .‬فلوسيلا لم تعد‬
                                                                ‫تلك الفتاة الصغيرة‬
‫إدريس ولد الحاج في الفصل‬      ‫صديقتها ميسترال من خلال‬
   ‫الثالث الموسوم بـ»مفاتيح‬    ‫ما يلي‪« :‬إنه لأمر يصيبني‬       ‫الوديعة‪ ،‬الخاضعة إلى‬
    ‫فنية لقراءة شعرها» على‬       ‫بالقشعريرة أن لا يتكلم‬        ‫متطلبات ذكر على أتم‬
  ‫أهم الخيوط والدروب التي‬         ‫الناس في الشيلي‪ ،‬وهم‬     ‫الاستعداد لإصدار الأوامر‬
                                  ‫شعب حظي بشخصية‬
 ‫تؤدي إلى استيعاب المقومات‬       ‫يمكن مقارنتها بسقراط‬               ‫والتوجيهات»(‪.)2‬‬
  ‫الشعرية والجمالية والفنية‬   ‫وأفلاطون‪ ،‬شخصية بعقل‬            ‫سرد الكاتب كذلك قيمة‬
   ‫للشاعرة الشيلية العظيمة‬     ‫وروح رائعين وروحانية‬         ‫بعض الصداقات الإنسانية‬
 ‫ميسترال‪ .‬وقد رصد الكاتب‬        ‫من مستوى رفيع‪ ،‬سوى‬           ‫التي يكون لها دور فعال‬
  ‫دروس الشاعرة في الجمال‬           ‫عن فرضية جنسيتها‬         ‫ومؤثر في تشجيع المواهب‬
   ‫من خلال وضعها في إطار‬           ‫المثلية‪ ،‬أو هل عاشرت‬   ‫والطاقات في شتى المجالات‪.‬‬
 ‫الوصايا العشر‪ .‬من وصايا‬        ‫هذا الرجل أو ذاك‪ ،‬أو هل‬      ‫ومن الصداقات التي كان‬
 ‫ميسترال مث ًل والتي انتقاها‬     ‫ظهرت عارية في شريط‬            ‫لها بالغ الأثر في تكوين‬
                                  ‫يتطرق لحياتها‪ .‬هؤلاء‬    ‫شخصية ميسترال الإبداعية‬
              ‫الكاتب بعناية‪:‬‬     ‫الناس لا ينظرون إلى ما‬       ‫وتدفق موهبتها الخلاقة‬
‫«‪ -1‬أحبب الجمال‪ ،‬فهو ظل‬            ‫كانته حقيقة غابرييلا‬    ‫صداقتها بالمحامي المشهور‬
                                 ‫ميسترال‪ .‬أمر سخيف لا‬         ‫والسياسي المميز بيدرو‬
            ‫الله على الكون‪.‬‬    ‫يثير ضحكي‪ .‬إنهم حمقى‬             ‫أغيري صيردا ‪Pedro‬‬
    ‫‪ -2‬لا وجود لفن ملحد‪،‬‬      ‫وقد أضاعوا إرث شخصية‬           ‫‪ ،Aguirre Cerda‬وأيضا‬
                                             ‫عظيمة»(‪.)3‬‬      ‫بزوجته خوانيت ا �‪Juani‬‬
       ‫وحتى ولو لم تحب‬              ‫يركز الكاتب والمترجم‬      ‫‪ .ta‬نشأت هذه الصداقة‬
  ‫الخالق‪ ،‬فستقر بربوبيته‬                                     ‫عندما عينت معلمة بقرية‬
                                                             ‫«بوكورو ‪ ،Pocuro‬حيث‬
      ‫بإبداعك على شاكلته‪.‬‬                                  ‫أعجب الزوجان بنصوصها‬
  ‫‪ -3‬لا تقدم الجمال كعلف‬                                   ‫الإبداعية‪ .‬سيصير صديقها‬
                                                           ‫بيدرو أغيري صيردا المولع‬
      ‫للأحاسيس بل كغذاء‬                                    ‫بالفن وزي ًرا للعدل والتعليم‬
                                                            ‫العمومي وفيما بعد رئي ًسا‬

                                                                   ‫لجمهورية الشيلي‪.‬‬
                                                             ‫رغم الشهرة العالمية التي‬

                                                               ‫نالتها الشاعرة غابريلا‬
                                                           ‫ميسترال‪ ،‬إلا أنها عانت من‬
                                                          ‫التهميش داخل بلدها الشيلي‪،‬‬
                                                            ‫وهذا ما كان يصيبها دائ ًما‬
                                                          ‫بالأسى والحزن‪ .‬وقد عبرت‬

                                                             ‫الكاتبة الأمريكية دوريس‬
                                                           ‫دانا ‪-1920( Doris Dana‬‬
                                                            ‫‪ )2006‬عن هذا الإجحاف‬

                                                              ‫والنسيان اللذان يطالان‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178