Page 170 - merit 45
P. 170

‫العـدد ‪45‬‬                            ‫‪168‬‬

                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬                       ‫بينها‪ :‬بيت الجمال للكاتبة‬
                                                                 ‫الكولمبية ميلبا إسكوبار‪،‬‬
 ‫أعمال شعرية وعدة مقالات‬       ‫بالأحداث الصعبة‪ ،‬فقد تخلى‬     ‫رجل الأبراج للكاتبة الكولمبية‬
           ‫في مجال التعليم‪.‬‬       ‫عنها أبوها وهي لا زالت‬     ‫باولا غيفارا‪ ،‬الحارس الخفي‬
                                 ‫في سن الثالثة من عمرها‪.‬‬      ‫للكاتبة الإسبانية دولوريس‬
 ‫غابرييلا ميسترال‪:‬‬                                                ‫ريدوندو‪ ،‬الحظ السعيد‬
‫حياة في بداية اليأس‬            ‫تربت في كنف والدتها التي‪،‬‬       ‫للكاتبين الإسبانيين أليكس‬
                               ‫ولظروفها الصحية القاهرة‪،‬‬            ‫روفيرا ثيلما َوفرناندو‬
     ‫في تقديمه للكتاب‪ ،‬يؤكد‬     ‫أرغمتها على العمل وهي لا‬      ‫تريا ْس دي بيس‪ ،‬كما أن له‬
  ‫المترجم إدريس ولد الحاج‬                                     ‫عدة أعمال أخرى في ترجمة‬
                                  ‫زالت لم تتجاوز ‪ 16‬سنة‬      ‫الشعر من وإلى اللغة العربية‪.‬‬
    ‫أن الغاية من إصدار هذا‬      ‫من عمرها‪ .‬عندما بلغت ‪17‬‬
 ‫المؤلف هي التعريف بتجربة‬       ‫سنة من عمرها‪ ،‬ستتعرف‬         ‫سيرة ذاتية مختصرة‬
                                                             ‫عن الشاعرة غابرييلا‬
   ‫شعرية متفردة تنتمي إلى‬          ‫على شاب يدعى روميو‬
   ‫أمريكا اللاتينية‪ .‬في نظره‬    ‫أوريتا ‪ .Romeo Ureta‬لم‬             ‫ميسترال‬
    ‫وفي نظر كثير من النقاد‬    ‫تستمر علاقة الحب بينهما إلا‬
   ‫والمترجمين‪ ،‬فإن الشاعرة‬     ‫ثلاث سنوات بسبب انتحار‬             ‫قبل الغوص في فصول‬
   ‫غابرييلا ميسترال لم تنل‬      ‫عشيقها‪ .‬خلف هذا الحادث‬            ‫وصفحات الكتاب‪ ،‬قمت‬
   ‫حظها من المواكبة النقدية‬   ‫المأساوي صدمة نفسية لدى‬           ‫بمجموعة من الأبحاث من‬
‫ومن الترجمة‪ .‬من هنا‪ ،‬تأتي‬      ‫الشاعرة غابرييلا ميسترال‪.‬‬          ‫أجل التعرف على بعض‬
    ‫فضائل الترجمة‪ .‬فبدون‬
  ‫ترجمة‪ ،‬لا يمكن للنصوص‬               ‫بسبب هذه الأحداث‬              ‫تفاصيل حياة وسيرة‬
                                 ‫المأساوية وغيرها‪ ،‬لم تجد‬         ‫الشاعرة فوجدتها مليئة‬
     ‫أن تحيا في لغات أخرى‬      ‫الشاعرة ملا ًذا آمنًا يخلصها‬   ‫بالأحداث الحزينة والأليمة‪،‬‬
      ‫وتخلق تواص ًل ثقافيًّا‬  ‫من كوابيس مرحلتي الطفولة‬        ‫ولربما هي التي ساهمت في‬
   ‫ولغو ًّيا جدي ًدا وتستضيف‬   ‫والمراهقة إلا العمل في مجال‬      ‫تكوين شخصيتها وبروز‬
  ‫قراء آخرين‪ .‬اعتمد المترجم‬       ‫التعليم وممارسة الكتابة‬         ‫اسمها في سماء الإبداع‬
 ‫على مقاربة ترجمية يسميها‬        ‫الإبداعية‪ .‬توجت الشاعرة‬           ‫العالمي‪ .‬تنبغي الإشارة‬
  ‫صاحب الكتاب بـ»التأليف‬       ‫غابرييلا ميسترال مسيرتها‬         ‫إلى أن الكاتب إدريس ولد‬
 ‫بالترجمة»‪ .‬ينبني هذا النوع‬      ‫المهنية والإبداعية الزاخرة‬      ‫الحاج قد فطن إلى أهمية‬
      ‫من الترجمة على إرفاق‬    ‫بالعطاء والتميز بإصدار عدة‬          ‫العناصر البيوغرافية في‬
‫النصوص المترجمة بدراسات‬                                          ‫مقاربة التجربة الإبداعية‬
   ‫نقدية وسير ذاتية للكاتب‬                                     ‫للكتاب والشعراء‪ ،‬وهذا ما‬
‫لكي تساعد المتلقي على النفاذ‬                                 ‫سيتبين لنا بعد جرد وتحليل‬
‫إلى عوالم النصوص الأصلية‬                                       ‫محتويات الكتاب‪ .‬الشاعرة‬
      ‫وتأملها والتفاعل معها‬                                    ‫غابرييلا ميسترال هي أول‬
                                                               ‫شاعرة من أمريكا اللاتينية‬
         ‫بسلاسة وسهولة‪.‬‬                                          ‫تحصل على جائزة نوبل‬
    ‫ومن أجل اقتراح ترجمة‬                                       ‫للآداب‪ .‬كانت حياتها مليئة‬
    ‫مكتملة‪ ،‬فقد بنى المترجم‬
 ‫مشروعه من خلال ملامسة‬
‫بعض المحطات والشخصيات‬
 ‫والأحداث التي كان لها دور‬
   ‫مركزي في حياة الشاعرة‪.‬‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175