Page 168 - merit 45
P. 168

‫العـدد ‪45‬‬                              ‫‪166‬‬

                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬                           ‫امرأة في الربيع ‪ ،‬هيلدغارد هاندسيم‬

‫العثور عليها‪ .‬استفزازية وغير‬          ‫عراة‪ ،‬والتي كانت‬              ‫والنظرة الثاقبة واللون المغرة‬
    ‫شخصية‪ ،‬أصبحت أعماله‬            ‫تعتبر فاضحة للغاية‪.‬‬              ‫والحمراء المستخدم والضوء‬
   ‫أيقونات إيروتيكية حقيقية‪،‬‬      ‫كشاهد حي على أهوال‬                  ‫الذي ينبعث منه يجعل هذا‬
    ‫رمزية في الستينيات‪ .‬أراد‬                                        ‫العمل مشه ًدا قو ًّيا وخاض ًعا‪.‬‬
                                     ‫القرن العشرين‪ ،‬لم‬             ‫ترتبط عاريات شييل بالتحليل‬
 ‫ويسلمان أن تثير عراة ردود‬          ‫يتوقف أوتو ديكس‬                 ‫النفسي‪ ،‬الذي كان ينطلق في‬
    ‫أفعال قوية‪ .‬قال ذات مرة‬        ‫أب ًدا عن انتقاد العنف‬          ‫ذلك الوقت‪ .‬الجسد العاري هو‬
                                   ‫والسخافة في عصره‬                 ‫وسيلة لألم الفنان الوجودي‪.‬‬
 ‫«العري‪ ،‬على ما أعتقد‪ ،‬طريقة‬      ‫من خلال لوحاته‪ .‬كان‬               ‫رعاياه ينقلون ثنائية الجسد‪،‬‬
    ‫جيدة لتكون عدوانيًّا‪ ،‬من‬      ‫مفتو ًنا بالقبح‪ ،‬والذوق‬
                                                                         ‫مصدر الدافع الجنسي‬
  ‫الناحية المجازية‪ .‬أريد إثارة‬         ‫السيئ‪ ،‬والمواقف‬               ‫ورمز الموت‪ .‬في بداية القرن‬
  ‫ردود فعل شديدة ومتفجرة‬             ‫المروعة والبشاعة‪.‬‬                ‫العشرين‪ ،‬تم وصف شييل‬
                                    ‫يرسم الفنان النساء‬                ‫بأنه مصور إباحي ومختل‬
            ‫من المشاهدين”‪.‬‬                                           ‫عقليًّا وحتى شيطانيًّا بسبب‬
  ‫لوحات هيلدغارد هاندسايم‬              ‫المعذبات وأرامل‬
   ‫العارية هي قصائد حقيقية‬        ‫الحرب والعاهرات‪ .‬في‬
‫للمرأة‪ .‬الجسم شعري وملون‪،‬‬         ‫لوحته (نصف عارية)‬
 ‫على غرار ما فعلته التكعيبات‬
                                     ‫‪ ،Half-Naked‬تم‬
    ‫في زمنهم‪ .‬العري صريح‬               ‫أسر أوتو ديكس‬
  ‫والأشكال سخية‪ .‬يتم إبراز‬        ‫لجسد هذه المرأة التي‬
  ‫هذه الأجسام ذات المنحنيات‬         ‫تحاول إخفاء عريها‬
  ‫الدقيقة‪ ،‬والتي تهيمن عليها‬           ‫بشكل متواضع‪.‬‬
‫المنحنيات‪ ،‬من خلال المساحات‬        ‫ينبع من هذه اللوحة‬
                                   ‫شعور بعدم الارتياح‬
       ‫المسطحة للون التي تم‬         ‫والإحراج‪ .‬من خلال‬
  ‫رصدها حول القطعة‪ .‬عملها‬             ‫محاولة هذه المرأة‬

   ‫شخصي للغاية ويظهر أن‬                  ‫إخفاء جسدها وثدييها‬
  ‫الفن والعراة لا حدود لهما‪،‬‬          ‫الثقيلين ووجهها بالمكياج‬
  ‫وهما بعيدا المنال ويص ِّع َبان‬       ‫بشكل مفرط وتعبيراتها‬
                                    ‫البائسة‪ ،‬يحاول أوتو ديكس‬
      ‫التعبير عنهما بالكلمات‪.‬‬      ‫أن يعطينا تمثي ًل لعالمه الذي‪،‬‬
         ‫منذ العصر الحديث‪،‬‬             ‫حسب قوله‪ ،‬قبيح تما ًما‬

  ‫استحضرت اللوحة العارية‬                            ‫ووحشي‪.‬‬
       ‫بشكل أساسي الجسد‬              ‫بعد الحرب العالمية الثانية‪،‬‬

    ‫الأنثوي‪ ،‬وإرث الرسامين‬              ‫استعاد الفنانون العري‬
    ‫(والمجتمع!) الذين جعلوه‬         ‫بطريقة فردية للغاية‪ .‬ابتكر‬
     ‫موضو ًعا لرغبة الذكور‪.‬‬
     ‫ومع ذلك‪ ،‬في ذلك الوقت‬            ‫توم ويسلمان‪ ،‬وهو فنان‬
   ‫‪-‬وهنا تكمن المفارقة‪ -‬كان‬        ‫أمريكي وشخصية بارزة في‬
 ‫الجسد الأنثوي أقل قيمة من‬        ‫حركة فن البوب‪ ،‬عراة نسائية‬
 ‫نظيره الذكر‪ ،‬وأكثر رياضية‬         ‫باستخدام صور مقطوعة من‬

                   ‫وعضلية‬             ‫المجلات والأشياء التي تم‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173