Page 174 - merit 45
P. 174

‫العـدد ‪45‬‬                          ‫‪172‬‬

                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬                          ‫طبيعي للروح»(‪.)4‬‬
                                                                ‫وتحت عنوان «أصوات‬
  ‫العلمي في هذه الحلة البهية‬       ‫لبعض ترجماته لشعر‬           ‫الشاعرة»‪ ،‬تحدث الكاتب‬
  ‫والراقية والثرية بالمعطيات‬  ‫الشاعرة غابرييلا ميسترال‪،‬‬     ‫عن الألقاب الأدبية للشاعرة‬
  ‫والأفكار والرسائل‪ .‬لذلك‪،‬‬    ‫غايته في ذلك تقريب عوالمها‬        ‫غابرييلا ميسترال وعن‬
                                                              ‫مراياها المتعددة في الشعر‬
      ‫فأهمية الترجمة تكمن‬        ‫إلى القارئ العربي‪ .‬وهذا‬        ‫وفي الإبداع بشكل عام‪.‬‬
    ‫في أنها تنفض الغبار عن‬     ‫نموذج من بعض أشعارها‪:‬‬       ‫فاسمها الحقيقي هو لوسيلا‬
  ‫شخصيات إبداعية وفكرية‬                                        ‫ألكاياغا‪ .‬وبالتالي فالاسم‬
   ‫طالها النسيان والتهميش‪،‬‬                 ‫«أيتها الكتب‪،‬‬    ‫التي اشتهرت به لا يغدو أن‬
 ‫وتقترح حياة جديدة وإقامة‬     ‫يا كت ًبا صامتة في الرفوف‪،‬‬     ‫يكون لقبًا أدبيًّا‪ .‬وهو قناع‬
‫أخرى لنصوص بقيت جامدة‬                                         ‫ومحاولة إخفاء لشخصية‬
     ‫في لغتها الأصلية‪ .‬يقول‬             ‫حية في صمتها‪،‬‬      ‫أدبية معروفة حسب الكاتب‪.‬‬
  ‫الأستاذ عبد السلام بنعبد‬            ‫ملتهبة في هدوئها‪:‬‬        ‫يقول الكاتب إدريس ولد‬
 ‫العالي‪« :‬الترجمة هي التي‬
 ‫تنفخ الحياة في النصوص‬                      ‫أيتها الكتب‪،‬‬          ‫الحاج‪« :‬إن غابرييلا‬
                                 ‫يا عزا ًء للنفس وبلس ًما‬        ‫ميسترال‪ ،‬كأي شاعر‬
      ‫وتنقلها من ثقافة إلى‬                                     ‫ملهم‪ ،‬يمكن النظر إليها‬
 ‫أخرى‪ ،‬والنص لا يحيا إلا‬                         ‫للروح‪،‬‬      ‫باعتبارها تخيي ًل بأقنعة‬
 ‫لأنه قابل للترجمة‪ ،‬وغير‬             ‫ومن في عز حزنها‪،‬‬         ‫متعددة تجربه الشاعرة‬
                                    ‫تمنحنا البهجة!»(‪.)6‬‬          ‫أمام مرآة تحت ضوء‬
   ‫قابل للترجمة في الوقت‬        ‫بالإضافة إلى كل الفصول‬     ‫خافت‪ ،‬فما يمكن للقارئ أن‬
  ‫ذاته‪ .‬فإذا كان في الإمكان‬       ‫التي تمت الإشارة إليها‪،‬‬   ‫يراه في نصوص غابرييلا‬
 ‫ترجمة ما ترجمة نهائية‪،‬‬          ‫يحتوي الكتاب أي ًضا على‬       ‫ميسترال‪ ،‬وما يستشفه‬
  ‫فإنه يموت‪ ،‬يموت كنص‬              ‫ملحق عبارة عن مقالة‬     ‫منها‪ ،‬ليس الانعكاس الجلي‬
                                    ‫صحيفة «الديا» حول‬       ‫لما يشاهده‪ ،‬بل ذلك القناع‬
               ‫وكتابة»(‪.)7‬‬        ‫رحلة الكاتب العلمية إلى‬    ‫الملون‪ .‬قناع الصوت وقد‬
                              ‫الشيلي مع ترجمتها للعربية‬       ‫صار شع ًرا‪ .‬قناع هو في‬
           ‫الهوامش‪:‬‬           ‫وملحق للصور‪ ،‬وكذا ملحق‬       ‫الآن ذاته صوت للفن يتميز‬
                               ‫للمجموعة الشعرية «حياة»‬     ‫بطبيعته الإنسانية الملغزة‪،‬‬
      ‫‪ -1‬إدريس ولد الحاج‪،‬‬                                  ‫بما يوحي به من تشخيص‬
     ‫غابريلا ميسترال‪ :‬حياة‬              ‫باللغة الإسبانية‪.‬‬        ‫للمعيش‪ ،‬وبتجسيده‬
  ‫في بداية اليأس‪ .‬منشورات‬                                    ‫الجمالي لما هو عصي عن‬
                                   ‫الخلاصة‬                   ‫الحكي‪ .‬إنه لفعل شعري‬
       ‫مركز محمد السادس‬                                          ‫أصيل‪ ،‬أي من صميم‬
‫لحوار الحضارات‪ ،‬كوكيمبو‬       ‫في الأخير‪ ،‬لا بد من الإشادة‬     ‫الفن‪ .‬أن تصير الشاعرة‬
                                  ‫بالمجهود العلمي المتميز‬  ‫شاعرتين من خلال التخفي‬
    ‫(الشيلي)‪ .‬مارس ‪،2013‬‬                                       ‫تحت لقب جديد تصير‬
                   ‫ص‪.22‬‬        ‫الذي بذله الكاتب والمترجم‬
                                ‫المغربي إدريس ولد الحاج‬            ‫بموجبه أخرى»(‪.)5‬‬
         ‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص‪.37‬‬                                      ‫وأفرد الكاتب الفصل الأخير‬
         ‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.43‬‬               ‫في تبديد المسافة بين‬
         ‫‪ -4‬نفسه‪ ،‬ص‪.45‬‬            ‫القارئ العربي والديوان‬
         ‫‪ -5‬نفسه‪ ،‬ص‪.46‬‬            ‫الشعري الغني للشاعرة‬
         ‫‪ -6‬نفسه‪ ،‬ص‪.88‬‬         ‫الكبيرة غابرييلا ميسترال‪.‬‬
‫‪ -7‬بنعبد العالي عبد السلام‪،‬‬    ‫ينبغي الذكر أي ًضا أن رحلة‬
‫«في الترجمة»‪ ،‬الدار البيضاء‪:‬‬     ‫الكاتب إلى الشيلي وإنجاز‬
  ‫دار توبقال للنشر ‪،2006‬‬         ‫حوارات متنوعة ساعدت‬
                                   ‫في أن يكون هذا المؤلف‬
                    ‫ص‪.21‬‬
   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179