Page 257 - merit 45
P. 257

‫‪255‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

‫حتى الكائنات الخرافية التي يمكن‬
‫أن تجسد على نحو أفضل الرسالة‬

           ‫التي يسعى لتقديمها‪.‬‬

‫الموت والحطاب‬

     ‫في حكايته «الموت والحطاب»‬                                              ‫جانب من حديقة منزل‬
   ‫(‪،)La Mort et le bûcheron‬‬                                            ‫ومتحف جان دي لافونتين‬
 ‫وهي من الحكايات القليلة ضمن‬
                                      ‫من مقتنيات منزل ومتحف جان دي لافونتين‬
      ‫المجموعة الأولى التي اعتمد‬
   ‫فيها الكاتب على الإنسان كبطل‬        ‫أو حوار مباشر أو خطاب ناقد‪.‬‬       ‫قوالب مختلفة‪ ،‬وأنماط متعددة‬
    ‫لحكايته‪ ،‬يتخيل دي لافونتين‬          ‫وهو تارة يعتمد على الحيوانات‬     ‫لحكاياته‪ ،‬فهي تارة تعتمد على‬
                                        ‫كأبطال لخرافاته‪ ،‬وتارة أخرى‬      ‫القالب المسرحي‪ ،‬وتارة أخرى‬
    ‫الموت في صورة هيكل عظمي‬           ‫يعتمد على الإنسان أو الطبيعة‪ ،‬أو‬  ‫يتم تقديمها عبر حكاية قصيرة‪،‬‬
     ‫بملامح طيبة‪ ،‬يرتدي الثوب‬
    ‫الأبيض ويبدو كالمخلص لذلك‬
‫الرجل العجوز الذي أنهكه الزمان‪،‬‬
    ‫وجلس مستن ًدا إلى حزمة من‬
‫أغصان الأشجار التي كان يحملها‬

             ‫في طريقه إلى البيت‪.‬‬
   ‫تتناول هذه الحكاية جانبًا ها ًّما‬
   ‫يتعلق بارتباطنا القوي بالحياة‬

    ‫ورفضنا القاطع للموت‪ ،‬مهما‬
  ‫بلغت صعوبة الحياة وتعقيدها‪.‬‬

     ‫فعلى الرغم من كل المصاعب‬
 ‫والآلام والتحديات التي يواجهها‬
  ‫هذا الرجل العجوز‪ ،‬وعلى الرغم‬

   ‫من الصورة الجميلة والمشرقة‬
‫التي يقدمها رسول الموت لخدماته‬

   ‫الجليلة‪ ،‬التي يصورها كوسيلة‬
 ‫تريح هذا الحطاب من كل العذاب‬

   ‫الذي يعانيه في هذه الحياة‪ ،‬إلا‬
      ‫أن الرجل يرفض بحزم هذا‬

   ‫العرض السخي‪ ،‬ويتمسك أكثر‬
 ‫بالحياة بكل سلبياتها وتحدياتها‬
‫وشقائها‪ ،‬ويصارع جاه ًدا للعودة‬
 ‫إلى بيته والنجاة من شبح الموت‪.‬‬
‫ولا عجب أن تحولت هذه الخرافة‪،‬‬

        ‫التي يقدمها دي لافونتين‬
     ‫باسلوب جميل وشيق يحمل‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262