Page 262 - merit 45
P. 262

‫العـدد ‪45‬‬                         ‫‪260‬‬

                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

   ‫الترقيع دون استعمال القماش‬        ‫الفنان كلود فيالا‬
     ‫كوسيط يوظف داخل فضاء‬
                                     ‫الصدفوي والقصدي لحظة تأثيث‬             ‫القراءات في تعدد أوجه النظر‪،‬‬
  ‫التكوين‪ ،‬وهو ما جعل من عديد‬                          ‫المنتوج الفني‪.‬‬      ‫والتي يمكن أن تكون من بينها‬
 ‫الفنانين في تجاربهم يسعون إلى‬                                             ‫قدرة الذات المش ِّكلة للمنسوجة‬
 ‫تقصي مواطن الإضافة ومساءلة‬             ‫الباتشورك والرسم‬
   ‫إمكانيات التقنيات الأخرى غير‬             ‫(التصوير)‬                         ‫على نقلها من حرفة تخضع‬
                                                                            ‫لنظم هيكلية إلى لمسة متم ِّردة‬
   ‫القماش قصد توظيفها بطريقة‬            ‫كما غزى مصطلح الباتشورك‬            ‫تح ِّرك صمت المادة وتجعل من‬
‫تقارب في الأداء والنتائج ما ينتجه‬       ‫فن التصوير باختلاف تقنياته‬      ‫الحياكة فيها مطية للإبداع‪ ،‬زادتها‬
‫الباتشورك‪ ،‬فأدى هذا التو ُّجه إلى‬       ‫(زيتي‪ ،‬مائي‪ ،‬كو َّلج‪ )..‬ليفتح‬    ‫مميزات فن الترقيع ق َّوة التركيب‬
                                          ‫أمام الفنان التشكيلي إمكانية‬    ‫والتكوين وتعبيرية الخروج من‬
  ‫إنشاء لوحات توحي بنسيج من‬            ‫صوغ لوحاته وفق أسلوب فن‬           ‫تكرار الصنعة إلى إنشاء إيقاعات‬
   ‫العلاقات بين مكونات تشكيلية‬                                          ‫خطية ولونية وشكلية تراوح بين‬
   ‫وليدة أسلوب النسيج الممزوج‬
‫بالترقيع‪ ،‬وهي نتيجة أ َّكدت قدرة‬
 ‫حياكة تصور خارج دائرة ميدان‬
 ‫النسيج‪ ،‬لكن لا يختلف كثي ًرا عن‬
‫مميزاته الصورية والتقنية وكذلك‬

                      ‫التعبيرية‪.‬‬
      ‫كما يمكن أن نجعل من فن‬
     ‫الترقيع مطية لإنشاء تص ُّور‬
 ‫فني على علاقة بميدان التصميم‪،‬‬
     ‫سواء تعلَّق بالتأثيث الداخلي‬
  ‫أو بفن العمارة‪ ،‬وهو ما نلمسه‬
     ‫في تجارب فنية ط َّوعت فكرة‬
   ‫وأسلوب الترقيع لغاية تصميم‬
 ‫أثاث ومنسوجات البيت الداخلي‪،‬‬
   ‫وفي زاوية أشمل تصميم شكل‬
‫المدينة والحي ليصبح رقعة لونية‬
‫تحاكي نمط الباتشورك ومميزاته‬

                       ‫البنائية‪.‬‬
      ‫هكذا يصبح الباتشورك في‬
‫المعاصرة تجربة منفتحة تجاوزت‬
 ‫التِّقنية وارتبطت بالتشكيل الفنِّي‬
    ‫والتَّصميم والتَّزويق‪ ،‬وهو ما‬
‫جعل من ف ِّن الترقيع المثال الأكثر‬
    ‫تعبي ًرا عن الإبداع في مختلف‬
     ‫مجالاته‪ ،‬إذ بإمكان أن يدفع‬
 ‫العديد إلى استغلال بقايا اللِّباس‬
   ‫والأقمشة لخدمة أغراض فنِّية‬
       ‫تعيد رسكلة المهمل إلى فن‬
   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267