Page 264 - merit 45
P. 264
متى تنهي الحكاية ،تختفي لأيام العـدد 45 262
لتعاود الجلوس في النادي ،تروي
ما بقي من الحكاية ،بينما تحاول سبتمبر ٢٠٢2 حاولت أن تكون تعيش حيث
عاشوا ،لكن كيف يتأتي ذلك ،وقد
راجية ،ابنة أختها والأقرب إلى رباب كساب
نفسها ،أن تخبئ حكاياتها ،ولا تحول بيت الكريتلية إلى متحف
تبوح بها للآخرين عدا خالتها. يرتاده الزوار من كل مكان؟
يشيع جو كابوسي ،عندما تروي كان على الساردة أن تروي
الحفيدة ما رواه الجد عن البيت
القديم ،والبئر التي سكنها ملك الحكاية من أولها ،لكن لا بأس
الجن مع بناته السبع الراقدات من السكن بالقرب من هذا المكان،
على أسرتهن الذهبية في حراسة
أبيهن ،وعن الحية الكبيرة حارسة لم تهتم راجية بلوم الأسرة
الدار ،وعن مغامرات جد الأم، علي العيش بمفردها .ولم تأبه
بمواجهة عالم جديد من الجيران،
الذي صادق سلطان الجان، لهم مشكلاتهم التي تضيف إلى
نهر الحياة والمشكلات ،ومتاعب
بيت الكريتلية -متحف جابر أندرسون
تعيشها البطلة راف ًدا جدي ًدا.
من هنا يتكشف لنا هروبها إلى
الماضي ،والأسطوري ،والغرائبي
الراشق في الصوفي والتاريخي،
ويتوازى مع المعاصر المأزوم
الذي يفور غليا ًنا شعبيًّا ،قبيل
وعقب أحداث 25يناير ،2011
يتم تجاور هذه العوالم تارة،
وتقاطعها تارة أخرى ،لتثير حالة
من القلق والارتباك للشخصيات،
فيصاب بعضها بلوثة عقلية،
تدخل على إثرها مستشفى
الأمراض النفسية.
لكل شخصية من شخصيات
الرواية حكايتها ،التي تتعامد مع
حكايات الشخصيات الأخرى.
المدهش أن هذه الحكايات يجمعها
رابط ،وهو القوى الخارقة
«الجنّي» الذي يفسد حياة كل من
يقترب منه ،وبخاصة الخالة راقية
ابنة أختها وأخريات.
تلعب الحكاية الشفاهية دورها
في تثبيت الأحداث ،وتأكيد الذات،
ومحاربة النسيان ،والعيش في
قوقعة الوحدة القاتلة ،تعرف
راقية كيف تشد صديقاتها إلى
حكاياتها ،تضيف المواقف ،تعرف