Page 259 - merit 45
P. 259

‫‪257‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فن تشكيلى‬

     ‫الباتشورك جمالية‬

      ‫جديدة مطيتها‬
                                                     ‫عبد الباسط‬

     ‫قندوزي الحاجة وال ّضرورة‬
                                                                ‫(تونس)‬

                                                                            ‫الأنماط الفنية وطرائق‬          ‫تعددت‬
                                                                             ‫المعالجة التشكيلية في‬
  ‫تاريخية أحداث وتجارب لعلَّها‬      ‫التي ط َّوعت بدل الأصباغ مجموع‬           ‫مختلف الميادين‪ ،‬وقد‬
‫تكون تعلَّة بحث واكتشاف لمعنى‬          ‫خامات ومواد استنطقت لغتها‬          ‫تنامت الحركة الإبداعية‬
                                                                          ‫العالمية المسكونة بشغف‬
  ‫أو مبحث يترجم إلى منجز فنِّي‬      ‫فأخرجتها من صمتها وجمودها‪،‬‬            ‫التجديد الذي يعتبر أحد‬
‫بأسلوب معاصر وبمنطلق قديم‪.‬‬           ‫وأسست بها نظم تعبيرية ناطقة‬            ‫الهواجس التي تسكن‬
‫من هذا المنطلق قام الكثير بصوغ‬                                                ‫ذهن المبدع والمحترف الفنِّي‪.‬‬
                                       ‫بدلالات مختلفة‪ ،‬فبعثت الحياة‬         ‫وعادة ما ينطلق من أطروحات‬
  ‫تصورات فنية سواء في الرسم‬          ‫في جمود الما َّدة باختلاف نوعها‪،‬‬       ‫وشواغل ومباحث فنية سبقت‬
  ‫أو النحت أو المعمار أو الخزف‬      ‫وع َّرت طابعها الفيزيائي لتستحيل‬       ‫ليؤسس على انقاضها طروحات‬
  ‫أو النسيج وغيرها من الأنماط‬
 ‫المختلفة التي كانت ميدا ًنا يركبه‬                   ‫على هيئة فكرة‪.‬‬              ‫بديلة‪ ،‬فإن كانت المدرسة‬
 ‫من يتقنه ويحيطه بسبل النجاح‬            ‫إ َّن رغبة الإتيان بالجديد التي‬       ‫الكلاسيكية في الفن التشكيلي‬
   ‫من خلال تطوير بحوثه‪ ،‬ليس‬          ‫دخلت في أعماق الفاعل التشكيلي‬       ‫ومنهجها المحكوم بقوانين صارمة‬
    ‫فقط التي في علاقتها بالتقنية‬        ‫على امتداد التجربة الإنسانية‬          ‫قد ب َّرر لعديد فناني المدرسة‬
                                     ‫دفع بعديد الر َّسامين إلى تق ِّصي‬      ‫الانطباعية لإنشاء حركة بديلة‬
                                                                             ‫بأسلوب تجديدي‪ ،‬فإن مسار‬

                                                                                ‫تاريخ الفن يزخر بحركات‬
                                                                           ‫متم ِّردة تنهل من تجارب سبقت‬

                                                                               ‫لتجدد في الأسلوب والفكرة‬
                                                                              ‫وطرائق الصياغة التشكيلية‪،‬‬
                                                                               ‫خصو ًصا تلك التي ق َّوضت‬
                                                                          ‫أسس المرجعية الواقعية لتطالعنا‬
                                                                         ‫بأسلوب ينزاح كلِّيًّا عن كل أشكال‬
                                                                         ‫الحقيقة‪ ،‬أو تلك الحركات المجنونة‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264