Page 261 - merit 45

‫‪259‬‬ ‫ثقافات وفنون‬

‫فن تشكيلى‬

‫لونية وشكلية متباينة‪ ،‬وعادة ما‬ ‫وال َّشكل‪ ،‬وتدخل في فواصل‬ ‫الملابس والأقمشة والمنسوجة‬
‫تكون هذه المقطوعات صغيرها‬ ‫المساحة الأصلية لتفتح رؤية‬ ‫فضا ًء ووسي ًطا وأدا ًة‪ ،‬ومن فكرة‬
‫وكبيرها دخيلة ومسقطة‪ ،‬ودور‬ ‫فنية بديلة‪ ،‬وهي رؤية معاصرة‬
‫الفنَّان يتمثَّل في كيفية توظيفها‬ ‫تزيح معنى الحاجة والضرورة‬ ‫الضرورة مبحثًا‪ ،‬ومن المتلف‬
‫لتح َّل محلَّها الفكرة التي تتخلَّص‬ ‫مله ًما فنيًّا‪ ،‬فتتو َّحد كلها ضمن‬
‫بأسلوب يرسم خلاله بالنشاز أو‬ ‫من الوظيفي المعيشي وتعانق‬ ‫سياقات الباتشورك وما يفرضه‬
‫المسقط لوحة متجانسة وإن بدت‬ ‫الرغبة في إنشاء نمط فنِّي تدمج‬
‫فيه الما َّدة المتمثِّلة في قطع قماش‬ ‫من فلسفة تعيد إحياء البالي‪،‬‬
‫مج َّزأة أو مق َّسمة بين مساحة‬ ‫داخل تركيبة‪ ،‬فتحدث تفاعلات‬ ‫وتر ِّقع زمنه المثقوب فتضي ُف‬
‫وجزيئات شكلية‪ ،‬تحتوي بدورها‬
‫على تكوين‪ ،‬وتمثِّل كذلك مساحة‬ ‫قط ًعا تحتوي على تكوينات‬
‫مختلفة يحضر فيها اللون والخ ُّط‬
‫تنفصل وتتَّصل‪ ،‬فتلك العناصر‬
‫التي ت َّم ترقيعها وإضافتها هي‬
‫جزء من مساحة كلِّية تتَّصل‪ ،‬وإن‬
‫نظرت إليها وبحثت عن طرائق‬
‫تأثيثها وأشكالها وألوانها تراها‬
‫وحدة منفصلة ومستقلَّة بذاتها‪،‬‬
‫ليعطيك الباتشورك استنا ًدا إلى‬
‫ذلك قراءة مخالفة‬
‫للوحة في كليتها‬
‫أو في الأجزاء التي‬

‫تك ِّونها‪.‬‬
‫النسيج ميدان فني‬

‫تجاوز الوظيفي‬
‫الحرفي وارتبط‬
‫بالجمالي والإبداع‬
‫التشكيلي‪ ،‬ومن‬
‫خلال رغبة الفنان في‬
‫توليد أسلوب يمزج‬
‫بين الحرفي التقني‬
‫والتشكيلي انتشرت‬
‫تجارب متن ِّوعة‬
‫تدمج تقنيات النسيج‬
‫وفن الترقيع (باتشورك)‪ ،‬وهو ما‬
‫أنتج تص ُّو ًرا ورؤية مختلفة ق َّدمت‬
‫إخرا ًجا مغاي ًرا لمعايير المنسوجة‬
‫وأبعادها البنائية والتعبيرية‪،‬‬
‫وأوجد رو ًحا بديلة لطرائق توزيع‬
‫العناصر المدمجة داخل فضاء‬
‫تختلف حياكاته وتتن َّوع طرق‬
‫الأداء الفنِّي داخله‪ ،‬وتفتح أفق‬