Page 267 - merit 45
P. 267

‫‪265‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

     ‫أبجدية أخرى للماء‪..‬‬

        ‫فيضان الذاكرة‪،‬‬
                                                                ‫فكري عمر‬

‫ومحاكمة التاريخ الذاتي‬

    ‫القصصية تطمح إلى أن نكون‬             ‫با ِب كتا ٍب جدي ٍد لحسام المقدم‪،‬‬       ‫الأول لـ»أبجدية‬               ‫الانطباع‬
   ‫عارفين بالأبجدية الأولى للماء؛‬        ‫والسفر برفقة أسلوبه الخاص‬           ‫أخرى للماء» أن الماء‬
                                                                             ‫بوجهين‪ :‬وج ٌه يمنح‬
      ‫لكننا لا نعرف المقصود بها‬             ‫الذي يجمع بين ذا ٍت شديدة‬         ‫الحياة باعتباره ِس َّر‬
    ‫بالضبط إلا إذا قرأنا الأخرى‪،‬‬           ‫الإغراق في وصف التفاصيل‬           ‫وجودها‪ ،‬ووجه آخر‬
   ‫فيصل إلينا الفرق الجمالي بين‬        ‫وبين عال ٍم يمتلئ بالمتناقضات من‬       ‫قرين الموت والدمار‬
     ‫الاثنين‪ ،‬ولن َن ْع ُبر إلى القصة‬                                         ‫إذا ما فاض نه ٌر عن‬
     ‫صاحبة العنوان‪ ،‬والمهداة إل َّي‬                             ‫حوله‪.‬‬         ‫ضفتيه‪ ،‬أو ثار بح ٌر‬
 ‫بالمناسبة إهدا ًء عزي ًزا على القلب‪،‬‬                                          ‫على شاطئيه‪ .‬التناقض العجيب‬
    ‫قبل أن نقرأ ما قبلها‪ ،‬قبل أن‬                ‫***‬
    ‫نتأمل حتى صورة صبي على‬                                                        ‫هذا بين دوره الأساسي في‬
    ‫الغلاف ينظر إلى الأمام بسم ِت‬        ‫العتبة النصية الأولى للمجموعة‬          ‫الشيء وضده موجود داخل‬
                                                                             ‫الإنسان نفسه‪ ،‬وما يحيط به في‬
          ‫حال ٍم أمامه أف ٌق مفتوح‪.‬‬                                             ‫عال ٍم شديد التعقيد‪ ،‬لا يصلح‬
 ‫تحمل الصفحة الرابعة من الكتاب‬                                                ‫التفاؤل وحده لوصف ظواهره‬
                                                                               ‫ولا التشاؤم أي ًضا‪ ،‬لكنه خليط‬
       ‫ن ًّصا نثر ًّيا للشاعرة «إيمان‬                                           ‫من هذا وذلك؛ لذا يكون الف ُّن‬
 ‫مرسال» يشير إلى أمجا ٍد يصنعها‬                                                  ‫هو الأعجوبة التي توازيه في‬
‫طف ٌل؛ لمقاومة القبح والعذاب‪ ،‬فليس‬                                             ‫التناقض الظاهري‪ ،‬والتماسك‬
                                                                                ‫الداخلي؛ حين ينجح كثي ًرا في‬
   ‫من أح ٍد سوانا بقادر على دعمنا‬                                             ‫الوصف والاكتشاف والإشارة‪.‬‬
   ‫أو مواساتنا إزاء ما نعيشه من‬                                             ‫هذه المقدمة هي أولى ال َط َرقات على‬
‫أحلام وأزمات‪ .‬هذا النص الشعري‬

       ‫يعطى دلالة أولى إلى انفتاح‬
‫القاص على فنون أخرى تنهل منها‬
   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272