Page 65 - merit 45
P. 65
63 إبداع ومبدعون
شعر
عادل سميح
كأنا ٍس متحضرين
لاعتقادي أن العصافي َر لا علي ِك..
سعيد ٌة بتحلي ِقها المستم ِّر وخو ِفها الدائم أنا فقط متع ٌب قلي ًل
وأ َّن تغري َدها من فرط السعادة. وغاض ٌب بع َض الشيء
سأخبرها أننا مضلَّلون تما ًما فلم يعد المناخ «حار جاف صي ًفا ..دفيء ممطر
لأننا نظن أن الحز َن طار ٌئ
وليس هو الأصل، شتاء»،
وأن الذكريا ِت كافي ٌة لممارس ِة الحياة وساعات العم ِل تطو ُل وتزداد قسو ًة،
سأم ِّرر لها قناعتي أن المو َت فع ٌل
يوم ٌّي لكنَّه أكب ُر من مجر ِد موارا ِة جث ٍة والحزن يهيِّج جيوبي الأنفية..
لكنني على موعد لجلسة لصلح
والنوا ِح على قبرها قلي ًل،
وأن النجو َم ليست بعيد ًة ربما ُتصلِح ما أفس َد الع َّطار.
كما تحاو ُل أن توهمنا،
وأن الملائك َة تحسدنا في مقهى جانب ٍّي صغير
لأننا فقط قادرون على الح ِّب واقترا ِف الخطأ.. تعلو فيه أصوات زهر الطاولة
وضحكات الر َّواد -بلا سب ٍب على الأرجح-
فقط ستسمع بإنصا ٍت وأخبار العالم تبثها شاشة قديمة..
وتهز رأسها علام ًة على الموافقة سنجل ُس هادئ ْين -على الأرجح-
وفي النهاية وبين رشفة شا ٍي وأخرى
سأكتفي بابتسام ٍة كطف ٍل يختبئ من العالم
بإغما ِض عينيه
قبل أن نفتر َق سأعتر ُف لها:
على موع ٍد
بأنني كنت غبيًّا بما فيه الكفاي ِة
لنس ِّوي خلافا ِتنا العالق َة لأدر َك متأخ ًرا أن القناع َة سلا ٌح ذو ح َّدين،
كأنا ٍس متحضرين.
وليست كن ًزا..
وأنني ساذ ٌج ج ًّدا