Page 174 - merit 46 oct 2022
P. 174

‫العـدد ‪46‬‬                                               ‫‪172‬‬

                                          ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬  ‫ِم ْن َذ َه ٍب َو َأ ْك َوا ٍب َو ِفي َها َما‬
                                                          ‫ا ْ َل ْع ُي ُن‬  ‫ََتو َأ ْ ْنش َُتت ِْمهي ِِفهيا َ ْهاَل ْن َُفخا ُلِسُدوَو ََتن َل» ُّذ‬
‫لوحة التنورة للفنان طاهر عبد العظيم‬                    ‫(الزخرف‪:‬‬

                                                       ‫‪ )71 -70‬بقوله‪ :‬العباد لهم فيها‬

                                                       ‫ما تشتهي أنفسهم لأنهم قاسوا‬

                                                       ‫في الدنيا بحكم مجاهدة الجوع‬

                                                       ‫والعطش والرغبة‪ ،‬فيجازون في‬

                                                       ‫الجنة بوجوه الثواب‪ ،‬أما أهل‬

                                                       ‫المعرفة والمحبون فلهم ما يلذ‬

                                                       ‫أعينهم من النظر إلى الله‪ ،‬لطول ما‬

                                                       ‫قاسوا من فرط الاشتياق بقلوبهم‬

                                                       ‫وما عالجوه من الاحتراق لشدة‬

                                                                                                          ‫غليلهم‪.‬‬

                                                                           ‫النار‬

                                                       ‫كلمة النار تأتي من مادة (النور)‪،‬‬

                                                       ‫وتدل كلاهما على الإضاءة‪ ،‬ولم‬

                                                       ‫تميز كتب التفاسير بين نار الدنيا‬

                                                       ‫ونار الآخرة‪ ،‬باستثناء أن الأولى‬

                                                       ‫يمكن تصورها ويتعذر ذلك‬

                                                       ‫بالنسبة للأخيرة‪ ،‬حيث إن دلالتها‬

                                                       ‫في القرآن فضفاضة لا يستطيع‬

                                                                           ‫العقل تحديدها‪.‬‬

                                                       ‫وعند المفسرين لا يخرج معنى‬

                                                       ‫كلمة النار عن ثلاثة وجوه‪ ،‬الأول‬

                                                       ‫وهو النور والإضاءة‪ ،‬ومن ذلك‬
                                                       ‫قوله تعالى «إِ ْذ َر َأى َنا ًرا َف َقا َل‬
                                                       ‫ا ِْمم ْن ُكَهُثاواِب َقإِ َبِّن ٍيسآ َأَنو ْسَأ ُِتج ُد َنا َعًر َال َل َع ِّل‬  ‫ِ َل ْهلِ ِه‬
                                                                                                                                        ‫آ ِتي ُك ْم‬
                                                       ‫النَّا ِر ُه ًدى» (طه‪ ،)10 :‬و” َف َل َّما‬
                                                       ‫َق َضى ُمو َسى ا ْ َل َج َل َو َسا َر‬
                                                       ‫ِب َأ ْهلِ ِه آ َن َس ِم ْن َجا ِن ِب ال ُّطو ِر‬
                                                       ‫آ َأ َنو ْس ُت‬  ‫ِ َل ْهلِ ِه ا ْم ُك ُثوا إِ ِّني‬  ‫َقا َل‬                        ‫َنا ًرا‬
                                                                       ‫آ ِتي ُك ْم ِم ْن َها ِب َخ َب ٍر‬  ‫َل َع ِّل‬                     ‫َنا ًرا‬
                                                       ‫َج ْذ َو ٍة ِم َن النَّا ِر َل َعلَّ ُك ْم َت ْص َطلُو َن»‬
                                                       ‫(القصص‪ ،)29 :‬والثاني وهو‬

                                                       ‫إعلان الحرب والعداوة كقوله‬
                                                       ‫“ َو َقا َل ِت ا ْل َي ُهو ُد َي ُد ال َّلِ َم ْغلُو َل ٌة‬
   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179