Page 209 - merit 46 oct 2022
P. 209

‫‪207‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

      ‫هدى شعراوي لم تكن‬           ‫وعلى الرغم من أنها كانت‬        ‫معها نبوية موسى‪ ،‬والهدف‬
    ‫مقصورة على الدفاع عن‬          ‫فخورة بما أحرزته المرأة‬           ‫من إنشاء الاتحاد المناداة‬
  ‫حقوق المرأة فقط بل دافعت‬       ‫المصرية والعربية من تقدم‬
    ‫عن حقوق المظلومين من‬       ‫لكنها في الوقت نفسه وجدت‬         ‫بحقوق المرأة وأهمها المساواة‬
 ‫الفقراء والمهمشين بالعموم‪.‬‬    ‫أن تقدم هذه المرأة كان بطيئًا‬         ‫بين الجنسين في التعليم‬
     ‫وهو ما تؤكده مذكراتها‬         ‫ج ًّدا قيا ًسا بالتقدم الذي‬
    ‫كصورة متقدمة للنهضة‬        ‫تحرزه المرأة الغربية‪ ،‬بمعنى‬         ‫وفتح أبواب التعليم العالي‬
   ‫النسوية وكدليل عملي على‬     ‫أن ما تحققه هذه الأخيرة في‬        ‫وسن قوانين تنظيم العلاقة‬
   ‫فاعلية المرأة المتعلمة وهي‬    ‫عام لن تصل المرأة العربية‬
  ‫تؤدي دورها الثقافي بروح‬          ‫إلى تحقيق مثله في جيل‪،‬‬           ‫الزوجية وتعدد الزوجات‬
 ‫غيرية وبنزعة ذاتية‪ ،‬فكانت‬                                                        ‫والطلاق‪.‬‬
      ‫هي المؤرخة التي تضع‬           ‫عل ًما أن هدى شعراوي‬
   ‫من خلال ذاكرتها لبنة في‬        ‫هي التي أكدت أن الحركة‬          ‫ومن أقوالها التي تدلل على‬
     ‫معمار التاريخ النسوي‪،‬‬      ‫النسائية الأمريكية بدأت في‬      ‫وعيها النسوي المتقدم بقضية‬
    ‫وهي القائدة التي تراهن‬     ‫تاريخ مواكب لتاريخ الحركة‬
  ‫بوعي تاريخي على مستقبل‬                                              ‫المرأة وضرورة إيصال‬
   ‫نسوي تتحقق فيه الأماني‬             ‫النسائية المصرية(‪.)18‬‬          ‫صوتها إلى كل مكان في‬
                                  ‫ولقد ظلت هدى شعراوي‬            ‫العالم قولها‪“ :‬كنت حريصة‬
       ‫والتطلعات‪ ،‬وأهم تلك‬                                       ‫على أن تعرف الدنيا كلها ما‬
   ‫التطلعات أن يكون للتعليم‬         ‫على طول رحلة كفاحها‬         ‫حققته المرأة المصرية الحديثة‬
                                ‫النسوية حريصة على تأكيد‬            ‫من تطور‪ ،‬وكنت أدرك أن‬
      ‫دور أساس في النهضة‬        ‫حقيقة دامغة وهي أن المرأة‬        ‫هذا كله في صالح مصر وفي‬
‫النسوية وبه وحده تفتح أمام‬     ‫نصف الخليقة البشرية “وأن‬          ‫صالح القضية المصرية‪ ،‬ولا‬
 ‫المرأة أبواب الحياة العصرية‬     ‫السعادة والغنى في أي بلد‬        ‫شك أن الرأي العام يتجاوب‬
                                                                   ‫مع مطالب بلد تحققت فيه‬
    ‫ثقافة وسياسة واجتماعًا‬         ‫قائمان على ساعد الرجل‬         ‫للمرأة مكانة طيبة فض ًل عن‬
                                         ‫ونشاط المرأة”(‪.)19‬‬         ‫أن هذا يعتبر في حد ذاته‬
                                                                  ‫دلي ًل على تطور مجتمع هذا‬
                                 ‫ومن المهم القول إن جهود‬
                                                                                  ‫البلد”(‪.)17‬‬

‫‪ -8‬ينظر‪ :‬الذاكرة‪ ،‬التاريخ‪ ،‬النسيان‪ ،‬ص‪.252‬‬                                ‫الإحالات‪:‬‬
         ‫‪ -9‬مذكرات هدى شعراوي‪ ،‬ص‪.28‬‬
               ‫‪ -10‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬     ‫‪ -1‬مذكرات هدى شعراوي‪ ،‬هدى شعراوي‪ ،‬مؤسسة‬
                ‫‪ -11‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬       ‫هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص‪.239‬‬
               ‫‪ -12‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.42‬‬       ‫‪ -2‬الذاكرة‪ ،‬التاريخ‪ ،‬النسيان‪ ،‬بول ريكور‪ ،‬ترجمة‬
               ‫‪ -13‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬       ‫جورج زيناني‪ ،‬دار الكتاب الجديد المتحدة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
               ‫‪ -14‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.58‬‬                                       ‫‪ ،2009‬ص‪.	 67‬‬
               ‫‪ -15‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬                                    ‫‪ -3‬المصدر نفسه‪.‬‬
                ‫‪ -16‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.67‬‬                         ‫‪ -4‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.102‬‬
              ‫‪ -17‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.259‬‬                          ‫‪ -5‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.224‬‬
                                                           ‫‪ -6‬مذكرات هدى شعراوي‪ ،‬ص‪.11‬‬
 ‫‪ -18‬ينظر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.287 -270‬‬                              ‫‪ -7‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
              ‫‪ -19‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.271‬‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214