Page 46 - merit 46 oct 2022
P. 46
العـدد 46 44
أكتوبر ٢٠٢2
جنسية» له مقابل تسهيل حصولهن على الدرجات الوكيل في حياته المصرية ،ورغم زواج –الوكيل-
الأكاديمية ،وتقدم الكاتبة ميرال الطحاوي نموذ ًجا من «نعم الخباز» ،وإنجابه ولدين «جمال وعمر»،
أنثو ًّيا «زهرة» الطالبة التي عاشت في أسرة فقيرة، ضاعت حياته ،فقتل ولده «جمال» نفسه ،وتطوعت
واعتبرت التفوق العلمي طري ًقا للصعود الطبقي، معلمة في مدرسة «عمر» بنقله إلى عائلة بديلة،
لكنها فوجئت بأن الصعود الطبقي عبر الجامعة ليستطيع مواصلة حياته في كنف عائلة تضمن له
له ثمن فادح ،ولأنها اختارت طريقها وقررت شروط حياة آدمية.
دفع الثمن ،قبلت القيام بدور»العاهرة الصغيرة»،
وتصور الكاتبة مشاهد تظهر فيها زهرة ويوسف أكذوبة التنوير الجامعى!
الأزهري في «الوكر» ،أو الشقة التي يستقبل فيها
ومن الشخصيات النسائية المركزية في رواية
«عاهراته» الجامعيات: «أيام الشمس المشرقة» ،شخصية «نجوى سالم»
«وقفت أمام النافذة المطلة على بنايات عالية تحجب التي سافرت في منحة دراسية جامعية ،بناء على
تزكية من أستاذها ،رئيس القسم في إحدى الكليات
البحر ،خلعت حذاءها أو ًل ،وبينما كان يرتشف
قهوته المعطرة بالهيل ،ويتأمل كيف تتحرك في النظرية ،وكان عليها البحث عن عمل يوفر لها
المحراب بتلك الألفة ،قال إنها تجرأت بإخلاء الأريكة فرصة الحياة الكريمة في مدينة «الشمس المشرقة»،
من فوضاها ،أزاحت الكتب المبعثرة ،ثم تلفتت
يمينًا ويسا ًرا ،باحثة لها عن رف في زوايا الحجرة، وعملت «نجوى» في وظيفة أخصائية اجتماعية
ورغم أنه يكره تما ًما أن تقوم العاهرات الصغيرات في مركز للمساعدات الطبية والإنسانية للعاطلين
باستعراض أشكال التدبير المنزلي وهن يحاولن، وغير المشمولين بالتأمين الصحي ،فعرفت «نعم
إضفاء لمساتهن على فوضاه ،ويرى أن تدخلهن
الرخيص ورغبتهن في إبراز مواهبهن في الترتيب الخباز» و»إيمي دونج» ،وقاست أهوال الفساد
والنظافة ،قد يكلفه شهو ًرا لاستعادة استلهام تلك الأكاديمي في الجامعة التي ألحقت بها في أمريكا،
الفوضي ،وعلى الرغم من حرصه على توضيح تلك ولكن ما قاسته من أهوال الفساد الأكاديمي في
الحقيقة بعبارة مختصرة «الرجاء أنا أفضل ترتيب جامعتها المصرية كان أقسى ،وأكثر إهدا ًرا للكرامة
هذا بنفسي» ،فقد كانت «زهرة» هي الوحيدة التي والأنوثة ،فالدكتور «يوسف الأزهري» -صديق
أشفق عليها من هذا التصريح المقتضب ،كان في أمن الجامعة والمباحث وأمن الدولة -الذي يكتب
تلك اللحظة أكثر انشغا ًل بتمايلات جسدها ،وهي التقارير التي يؤخذ بها في ترقية «دكاترة» الكليات
تتثني بطرب وهدوء في محاولتها المختلفة ،يزعم أنه تقدمي الأفكار ،تنويري الرؤى،
لإخلاء الأريكة ،وبعد أن انتهت
عملية الإخلاء ،بعدد من حركات لكنه في الوقت ذاته يحتقر طالبات
التمايل الإيقاعي المثير ،حدث ما القسم الذي يدرس له ،ويعتبرهن
لم تجرؤ فتاة أخرى على فعله،
خلعت العاهرة الصغيرة ملابسها «عاهرات صغيرات» ،ولا يجد
بسرعة مذهلة ،واستلقت مثل حر ًجا في التحرش اللفظي بذكر
حورية بحرية بشعر مجعد،
وجسد بديع نحيل ،وبردفين الكلمات الخارجة ،والخادشة
مستديرين ،وثديين صغيرين لحياء الموظفات والطالبات،
قلي ًل لكن حلمتيها المتسعتين ويعتبر هذا نو ًعا من تحطيم
المنتصبتين الفاجرتين لم تتركا له
فرصة لمقارنتها بأحجام مثيلاتها التابوهات ،وتكسير الجمود الذي
يعاديه بمقالاته «التنويرية» ،وهو
الذي يستغل موقعه الوظيفي
«رئيس القسم» في إرغام طالبات
الماجستير والراغبات في مواصلة
البحث العلمي ،على تقديم «رشوة