Page 51 - merit 46 oct 2022
P. 51

‫تأتي الرواية الثالثة بعنوان‪ :‬مقتل‬

‫بائع الكتب الصادرة عام ‪ ،2016‬وهي‬

‫للروائي العراقي سعد محمد رحيم‪،‬‬

‫حيث رفعت القراءة الثقافية مهمة‬

‫البحث عن التمثيل الروائي لثقافة‬

‫المدينة ومدى دور المثقف في صناعة‬

‫هذه الميزة‪ ،‬وذلك بمحاورة هذا النص‬

‫الذي استعار حادثة مقتل فنان‪ ،‬وعمل‬

     ‫على تحويلها إلى سرد قريب من‬                                          ‫كيلزار أنور‬
‫الواقع اليومي مما جعل المتلقي يثب‬

‫بها بسبب مصداقيتها‪.‬‬                                  ‫مساحة البوح الفردي نحو استحضار‬

                                                     ‫تجربة جماعية معممة‪ ،‬فحسب فاضل‬

                                                     ‫التميمي لم تعد نساء الرواية ‪-‬وهن‬

           ‫من خلال عقود مديدة مرجعية متعالية‬                  ‫الشخصيات المحورية‪ -‬تحلن على تجارب‬
‫لتسويغ التمييز ضد المرأة‪ ،‬حيث قدم الفكر النسوي‬            ‫فردية معزولة عن الواقع الاجتماعي‪ ،‬بقدر ما‬
                                                           ‫تؤسسن لطبقة اجتماعية تندرج ضمن ثقافة‬
  ‫أجوبة حادة عن مسائل كانت مغيبة في تضاعيف‬             ‫مقاومة للسائد‪ ،‬وللنظرة النمطية المشكلة حولهن‪.‬‬
       ‫الصمت أهمها الارتقاء بالذات والانفتاح على‬      ‫ليكتشف أن هذا الجسد المعطل قد سعى إلى البحث‬
                     ‫معطيات الحياة الجديدة»(‪.)4‬‬       ‫عن جملة من الوسائل قيد التخلص من هذه المحنة‬
                                                     ‫الملاحقة له‪ .‬وقد تحقق له ذلك من خلال التقرب من‬
     ‫وبعد تقصي مواطن الفكر النسوي في الرواية‬         ‫الذات الإلهية وكعمليات التدخل الطبقي والتعويض‪.‬‬
   ‫انطلا ًقا من عتبتها الأولى وهي العنوان‪ ،‬ومرو ًرا‬
     ‫بمواطن مختلفة‪ ،‬يرى الباحث أن الروائية رغد‬                          ‫ب‪ -‬الرواية والفكر النسوي‪:‬‬
 ‫السهيل قد «أوجزت تشفير تصديرها ذي الدلالات‬             ‫يسعى فاضل عبود‬
 ‫المقصودة الذي سيتمكن المتلقي من الإمساك به في‬
                                                          ‫التميمي في رواية‬
                                ‫متن الرواية»(‪.)5‬‬       ‫«أحببت حما ًرا» لرغد‬
      ‫لتنتقل وجهة القراءة الثقافية بعد ذلك صوب‬
    ‫استنتاج أن الرواية قد بدت في صفحات أخرى‬               ‫السهيل الصادرة‬
      ‫أنها تتراجع بعض الشيء عبر مواقف بعض‬              ‫عام ‪ 2015‬إلى قراءة‬

                                                         ‫الإحالات على مدى‬
‫حضور الفكر النسوي الشخصيات من الفكر النسوي‪ ،‬هذه الشخصيات‬
‫في هذا النص السردي‪ ،‬التي وقفت عاجزة عن تفكيك المقولات الرافضة لأثر‬
‫المرأة المغاير(‪.)6‬‬
                                                     ‫الذي يحاول بدوره‬
‫يحيل هذا الموقف على العجز الذي تتميز به بعض‬
                                                     ‫تفكيك معالم الثقافة‬
‫شخصيات هذه الرواية‪ ،‬مما جعلها تقف حائرة على‬
                                                     ‫الذكورية وأهم‬

‫تجاوز المقولات الكبرى لنسق الذكورة والتحرر‬           ‫مزاعمها‪« ..‬وتقويض‬

‫منها بشكل نهائي‪.‬‬                                     ‫ادعاءاتها التي شكلت‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56