Page 55 - merit 46 oct 2022

‫‪53‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫رؤى نقدية‬

‫لدار العلوم سنة ‪ ،1943‬أن يصبح الأدب المقارن‬ ‫نورة‬
‫مادة جامعية مستقلة‪ ،‬ولكن لم يقرر هذا المجلس‬ ‫لغزاري‬
‫إنشاء قسم خاص بالأدب المقارن‪ ،‬وإنما اعتمده‬
‫كفرع من قسم عام سمي (النقد والبلاغة والأدب‬
‫المقارن)‪ .‬وتنتهي فترات تأسيس الأدب المقارن في‬
‫مصر بما ُيطلق عليه مرحلة المتخصصين‪ ،‬وتنطلق‬

‫هذه المرحلة في الخمسينيات‪ ،‬عندما بدأ الذين‬
‫تخصصوا في الأدب المقارن بباريس في الرجوع إلى‬
‫مصر‪ ،‬والتحقوا بالجامعات المصرية للتدريس منهم‬
‫محمد غنيمي هلال وحسن النوتي‪ ،‬تلميذا الدرس‬

‫المقارن الفرنسي‪ ،‬إضافة إلى عطية عامر وأنور‬
‫لوقا (‪.)4‬‬

‫في جامعة بغداد بالعراق تولى صفاء خلوصي‬
‫التدريس‪ ،‬وكان يقارن في محاضراته بين الأدبين‬

‫العربي والإنجليزي‪ ،‬ويجعل من الترجمة مجا ًل‬
‫تطبيقيًّا‪ .‬أما في لبنان فقد تولى مهمة التدريس‬

‫بجامعة بيروت ك ٌّل من ريمون طحان وطه ندا‪.‬‬
‫وفي سوريا كان هناك حسام الخطيب‪ ،‬كما نظمت‬
‫جامعة دمشق الملتقى الثاني للرابطة العربية للأدب‬
‫المقارن سنة ‪ .1986‬وعرفت جامعة الكويت الأدب‬

‫المقارن من خلال الدكتور شوقي السكري‪ ،‬وقد‬
‫تطور هذا الدرس بالكويت إلى أن أصبحت تنظم‬

‫المؤتمر الدولي للأدب المقارن(‪.)5‬‬

‫الجامعات المغاربية‪:‬‬
‫تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المغرب‬

‫بدأ الأدب المقارن يأخذ مكانه في المغرب متأخ ًرا‪،‬‬
‫وذلك سنة ‪ ،1963‬نظ ًرا لحداثة الجامعة المغربية‪،‬‬

‫وارتبط باسم السوري أمجد الطرابلسي الذي‬
‫ربط الدراسات المقارنة بالمنظور التاريخي للمدرسة‬

‫الفرنسية‪ ،‬وقد تفرد المؤ ِّسس بتدريس المادة لمدة‬
‫طويلة ‪-‬حوالي العقدين‪ -‬وهو َيعتبر أ َّن المغرب‬
‫أقرب البلدان العربية إلى أوروبا‪ ،‬م َّما متَّعه خلال‬
‫تاريخه بأن يحتل مكانة خاصة حي ُث تلتقي فيه‬
‫الثقافات العربية الإسلامية بالثقافات العالمية(‪.)6‬‬
‫اقترح محمد عزيز الحبابي عميد كلية آداب الرباط‬
‫‪ ،1962‬على أمجد الطرابلسي القيام بتدريس وحدة‬
‫الأدب المقارن في قسم اللغة العربية‪ ،‬وكان إقبال‬