Page 54 - merit 46 oct 2022
P. 54
العـدد 46 52
أكتوبر ٢٠٢2
عبداتي بوشعاب
(المغرب)*
الدرس الأدبي المقارن في
الجامعة المغربية
من أمجد الطرابلسي إلى نورة لغزاري
من المعلوم أن الأدب المقارن و ِلد في الجامعة وانطلق منها ولا يزال
يرتبط بها ،ومع أنه درس أدبي جامعي إلا أنه لم يبق رهي ًنا بالباحث
الجامعي فحسب ،بل تعدى حدود ذلك إلى الخروج بالدارس من دائرة
الثقافة الواحدة إلى التلاقي بالثقافات العالمية ،وليهتم بالعلاقات
الأدبية والفكرية والثقافية التي تتجاوز الحدود الجغرافية .إنه جزء
من الأدب العالمي ،يمثل رؤية انفتاحي ًة على الآخ ِر :القريب والبعيد،
الأوروبي والعربي ،الأفريقي والآسيوي ،الأوقيانوسي واللاتيني..
وعلى مختلف شعوب الأرض باختلاف لغاتهم وأعراقهم وبيئات
نشأتهم.
الجامعات المشرقية: ظهور الأدب المقارن وهو يرتبط بالتوجيه منذ
مصر ،العراق ،لبنان ،الكويت التعليمي .فالدرس ولد في أحضان الجامعة
الفرنسية( )1وتقدم في الجامعتين الأمريكية
من بين الأسماء التي عرفتها هذه المرحلة في مصر، والسوفييتية( .)2ولازمها في نشأته وتقدمه
نجد :مهدي ع ّلم ،عطية عامر ،محمد غنيمي وانتشاره ،حتى وصل مختلف جامعات العالم ومنها
هلال .ويمكن التمييز إبان مرحلتهم بين مسارين العربية المشرقية والمغاربية وبلدان أخرى بدرجات
أساسيَّين ،من تطور الدرس المقارنُ ،عني الأول متفاوتة( .)3أتى أسا ًسا عن طريق البعثات الطلابية في
بدراسة لغات أجنبية في الثلاثينيات ،أما الثاني بريطانيا وفرنسا خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن
العشرين وولج الجامعات العربية مشرقيًّا ومغاربيًّا
ف ُتوج بقرار دراسة الآداب الأجنبية والأدب العربي
المقارن خلال الأربعينيات .ثم تبدأ مرحلة جديدة كدر ٍس أدبي جديد له دوره في تعزيز الانفتاح
من تاريخ الأدب المقارن عندما قرر المجلس الأعلى ودينامية الترجمة وازدهار المثاقفة.