Page 53 - merit 46 oct 2022
P. 53

‫‪51‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬                                        ‫الذي يتعارض مع النسق المضمر الداعي علنية إلى‬
                                                      ‫السلم‪ ،‬والمحبة بين أبناء الدين الواحد‪ ،‬والديانات‬
       ‫تركيب‪:‬‬
                                                        ‫المختلفة»(‪ ،)9‬مكتش ًفا أن هدف هذا النسق هو «‬
  ‫ويظهر من خلال مقاربة فاضل عبود التميمي في‬            ‫تهيئة الأذهان لرفض سلطة التمذهب التي قادت‬
‫الفصل الأول من كتابه «دراسات ثقافية في الرواية‬      ‫المجتمعات العربية والإسلامية الحاضرة إلى خراب‬
  ‫والرحلة والمقالة» حسن اختياره لنصوص روائية‬
                                                                                 ‫لا تحمد عاقبته»(‪.)10‬‬
      ‫ذات ظلال دلالية وأبعاد سياسية واجتماعية‬       ‫بينما يتعارض نسق دونية المرأة «مع النسق المنسل‬
   ‫وتاريخية‪ ،‬مما سهل عليه عملية القراءة الثقافية‬     ‫من سياقه (أي) النسق الذي لا يتنكر لتأريخ المرأة‬
‫النافذة إلى أغوارها‪ ،‬ومن ثم الكشف عن مضمراتها‬
‫الثقافية‪ .‬كما أنه وظف باحترافية نقدية آلية التأويل‬     ‫في ظل حضارات متعاقبة كان للمرأة فيها منزلة‬
‫باعتبارها عصب القراءة الثقافية الناجحة‪ .‬مما جعله‬     ‫سامية‪ ،‬وكلهن لها قصب السبق في مجلات الأدب‪،‬‬
‫يغوص في أغوار هذه النصوص ويقدم قراءة ثقافية‬           ‫والفن‪ ،‬والعلوم‪ ،‬وهي ‪-‬المنزلة‪ -‬بمجموعها تشكل‬

                                          ‫جادة‬         ‫محتوى النسق المضمر الذي يتخفى تحت أغطية‬
                                                    ‫السرد‪ ،‬وجماليات العبث في تصوير شهوات الرجل‬
                   ‫الهوامش‪:‬‬
                                                                                ‫إزاء جسد المرأة»(‪.)11‬‬
‫‪ -1‬فاضل عبود التميمي‪ :‬دراسات ثقافية في الرواية‬        ‫بينما يرى الناقد أن حضور نسق الطائر الغريب‬
‫والرحلة والمقال‪ ،‬دار مجدلاوي‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،2020 ،1‬‬         ‫في رواية العشق المقدنس «يحيل على نسق مؤداه‬

                                        ‫ص‪.29‬‬             ‫صورة الطير بما تمتلك من سمات تتماهى مع‬
                       ‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬         ‫صورة واضحة للمنقذ من ظلال الاحتراب الطائفي‪،‬‬
                       ‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.30‬‬
                       ‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.48‬‬                       ‫والإثني في مجتمعاتنا المعاصرة»(‪.)12‬‬
                       ‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.49‬‬          ‫ليختتم الناقد مقاربته لهذه الرواية بتأويل حضور‬
                       ‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.53‬‬
                      ‫‪ -7‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.103‬‬             ‫نسق المشرق «الذي يتعارض مع النسق المخفي‬
                      ‫‪ -8‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.103‬‬              ‫الآخر‪ ،‬الذي تتراءى من خلاله البلاد المغاربية‬
                      ‫‪ -9‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.127‬‬              ‫مسكونة في الإبداع‪ ،‬والنمو العقلي في العصور‬
                     ‫‪ -10‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.127‬‬
                ‫‪ -11‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.128 ،127‬‬         ‫الأولى‪ ،‬فض ًل عن العصر الحديث‪ ،‬فهي ليست بلاد‬
                     ‫‪ -12‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.128‬‬            ‫تقليد وجدت على هامش الجغرافية والتأريخ‪ ،‬بل‬
                     ‫‪ -13‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.128‬‬           ‫هي بلاد كانت قد ابتكرت خطابها‪ ،‬وأعلنت مرا ًرا‬
                                                              ‫عن طرائق اتصالها بالحياة والعالم»(‪.)13‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58