Page 52 - merit 46 oct 2022
P. 52

‫العـدد ‪46‬‬   ‫‪50‬‬

                                                       ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬

         ‫الطرفين أبرزها مقولة الحوار الحضاري‪.‬‬                            ‫ج‪ -‬التمثيل السردي للمثقف‪:‬‬
 ‫لهذا يرى فاضل التميمي أن الرواية قد تمكنت من‬              ‫وتأتي الرواية الثالثة بعنوان‪ :‬مقتل بائع الكتب‬
                                                         ‫الصادرة عام ‪ ،2016‬وهي للروائي العراقي سعد‬
   ‫القبض على لحظتين‪ :‬الأولى تخص «أفكار سامر‬                ‫محمد رحيم‪ ،‬حيث رفعت القراءة الثقافية مهمة‬
 ‫التي تتركب من سياقات سردية تنتمي إلى الماضي‬           ‫البحث عن التمثيل الروائي لثقافة المدينة ومدى دور‬
‫لتلتصق بفضاء الوطن على الرغم من ك ِّل الإشكالات‬           ‫المثقف في صناعة هذه الميزة‪ ،‬وذلك بمحاورة هذا‬
‫التي رافقت وجوده داخل العراق وخارجه»(‪ ،»)7‬أما‬            ‫النص الذي استعار حادثة مقتل فنان‪ ،‬وعمل على‬
‫اللحظة الثانية فترتبط بـ»أفكار الشخصيات الغربية‬        ‫تحويلها إلى سرد قريب من الواقع اليومي مما جعل‬
 ‫بد ًءا من كلوديا بمايكل التي تتعامل تعام ًل حقيقيًّا‬
 ‫مع الواقع الذي يستند إلى المصالح‪ ،‬وقيم العلم»(‪.)8‬‬                    ‫المتلقي يثب بها بسبب مصداقيتها‪.‬‬
 ‫ويستنتج الباحث من خلال هذه الأفكار مدى وعي‬                ‫ويظهر حسب الناقد أن الرواية قد استثمرت في‬
                                                        ‫الثقافة في مدينة يعقوبة العراقية‪ ،‬بواسطة الإحالة‬
     ‫وفهم الروائي سعد محمد رحيم لموقع الثقافة‬              ‫على سيرة شخصية محمود المرزوق‪ ،‬من خلال‬
      ‫الأوربية وتعاملها مع الآخر من منظور نفعي‬            ‫التركيز على موضع الثقافة عنده‪ ،‬والتي ارتبطت‬
 ‫محض‪ ،‬كما أنه قد استطاع إعادة تشكيل كثير من‬             ‫بكتابات ورسومات قليلة ووعي مبتسر يخلط بين‬
 ‫ملامح الثقافة الإيطالية في روايته من خلال أسماء‬           ‫ما هو سياسي وفني لخلق وهم عام يهدف من‬
                                                        ‫خلاله المرزوق ومريدوه صناعة نجم كبير في الفن‬
             ‫الشوارع والمطاعم والأكلات وغيرها‪.‬‬
 ‫يظهر أي ًضا من قراءة فاضل التميمي لهذه الرواية‬                                                ‫والأدب‪.‬‬
  ‫تثبيتًا لسردية اللا‪-‬حوار بين الطرفين المذكورين‬                          ‫د‪ -‬الرواية وسؤال الغيرية‪:‬‬
‫أعلاه‪ ،‬فهو حوار حضاري شكلي فقط‪ ،‬يسقط قناعه‬                 ‫وجاءت الرواية الرابعة بعنوان «ترنيمة امرأة‪..‬‬
                                                          ‫شفق البحر» ‪ 2012‬وهي كذلك للروائي العراقي‬
    ‫عند أول تجربة أو امتحان بينهما‪ ،‬كون الأنا لا‬       ‫سعد محمد رحيم‪ ،‬وفيها ركز الناقد فاضل التميمي‬
‫تستطيع التخفف من أرشيف العلاقات المتوترة التي‬           ‫على عملية الكشف عن التمثيلات السردية المرتبطة‬
                                                           ‫أسا ًسا بالاستشراق الذي تمثله شخصية بطلة‬
                                 ‫تجمعها بالأخر‪.‬‬           ‫الرواية كلوديا الإيطالية‪ ،‬وعلاقتها ببطل الرواية‬
                   ‫هـ‪ -‬الرواية والنسق الثقافي‪:‬‬          ‫العراقي «سامر» انطلا ًقا من مقولات تاريخية بين‬
    ‫ويقرأ فاضل عبود التميمي في المحطة الخامسة‬
   ‫من هذا الفصل رواية «العشق المقدنس» للروائي‬
 ‫الجزائري عز الدين جلاوجي (‪ ،)2016‬ساعيًا مرة‬
    ‫أخرى إلى كشف المضمر وتأويل دلالته في هذه‬
    ‫الرواية‪ ،‬مجم ًل‬
   ‫ذلك في الأنساق‬
     ‫الآتية‪ :‬الحرب‬
   ‫الطائفية ودونية‬
     ‫المرأة‪ ،‬والطائر‬
 ‫الغريب‪ ،‬والمشرق‪.‬‬
  ‫وقد توصل الناقد‬
    ‫إلى الكشف عن‬
   ‫هذه الأنساق ثم‬
   ‫تأويلها في ضوء‬
    ‫المقاربة الثقافية‬
  ‫المعتمدة‪ ،‬فـ»نسق‬
  ‫الحروب الطائفية‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57