Page 16 - إدارة الفنادقHotel Management د. كـــــرم غازي
P. 16

‫د‪ .‬كـــــرم غازي‬  ‫إدارة الفنادق ‪Hotel Management‬‬

‫وبالطبع هؤلاء المسافرين والسياح يحتاجون إلى إقامة مؤقتة أو إلى إقامة دائمة والمكان الوحيد الذي يستقبلهم‬
‫هو الفندق‪ ،‬فالفندق إذا بطبيعة الحال يقوم بإشباع حاجات ورغبات ضرورية في الحياة الحديثة أكثر من أي‬

                                                                                               ‫محل آخر‪.‬‬
                                                                      ‫إذا فالفنادق تنتشر وتزداد وتوالد مع‪:‬‬

‫‪ .1‬تزايد انتقال الأفراد من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان بفضل تطور وازدياد وسائل المواصلات‬
                                                                                   ‫الحديثة والسريعة‪.‬‬

‫‪ .2‬تزايد وانتشار واتساع وسائل النقل والطرق السريعة ‪ ،‬حيث تتواجد الفنادق على هذه الطرق ليجد المسافر‬
‫فيها محطة راحة واستجمام خلال تنقله ومثال على ذلك نشوء الموتيلات على الطرق السريعة وفنادق‬

                                                                                    ‫المطارات‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ .3‬تعقيد الحياة وكثرة مشاكلها وتعقيد العمل أدى إلى الحاجة الضرورية لكل فرد ليتمتع بإجازة للراحة‬

    ‫والاستجمام بعيدا عن مكان إقامته وعمله وبالطبع المكان الوحيد الذي يأويه فى حالة رحلته هو الفندق‪.‬‬
‫‪ .4‬تقليل ساعات العمل وزيادة أجور العمل أدت إلى توفير دخل إضافى ووقعت إضافى للأفراد‪ ،‬بحيث‬
‫يستطيعون أن يوفروا جزء من هذا الدخل فى السفر والترحال وكذلك الإجازات السنوية المدفوعة الراتب‪.‬‬
‫‪ .5‬ازدياد الوعي الثقافى والاجتماعي لدى الناس وازدياد الرغبة فى زيارة المدن والبلدان الأخرى بعد حلول‬

                                                               ‫السلام بالعالم بعد الحرب العالية الثانية‪.‬‬
‫‪ .6‬زيادة حركة التجارة والصناعة والزراعة أدت إلى انتقال البضائع والمواد من مكان إلى آخر وسعى رجال‬
‫الأعمال للحصول على العمل فى زيارة مدن وبلدان أخرى‪ ،‬وبالتأكيد فى حالة ترحالهم فى أي مكان فى‬

                                                    ‫العالم أول ما يحتاجه رجل الأعمال هو فندق يأويه‪.‬‬
‫ويذكر الأستاذ أبو بكر الحميدى المستشار المصري بالسودان فى مقالته نظرة عامة على الإدارة الفندقية "‬
‫والتى نشرت فى مجلة السياحة العربية العدد( ‪ )٣٣‬تشرين الثانى ‪ -‬كانون الأول ‪ ١٩٧٢‬بأن صناعة الفنادق لا‬
‫تزال فى تطور مستمر يسير على قدم المساواة مع تطور صناعة النقل‪ ،‬بل وبمكن القول بأن الفندق ليس فى‬
‫واقع الأمر سوى خدمة ثانوية لصناعة النقل‪ ،‬فمن هذه الصناعة يستمد الفندق العنصر الأساسي لحياته ألا وهو‬

                                                                               ‫المسافر الذي يتعين إيوائه‪.‬‬
‫فهذه العلاقة البديهية للتطور القائم بين هاتين الصناعتين غدت اليوم أشد ارتباطا وتداخلا عن ذي قبل إلى أن‬
‫أصبحتا الآن هما العنصران المكونان لصناعة السياحة ‪ ،‬وصناعة الفنادق بخلاف كونها مرتبطة بصناعة النقل‬

               ‫ارتباطا وثيقا بسبب وحدة العمل فإنها تكون معها تجانسا ملموسا من ناحية التكوين الاقتصادي‪.‬‬
‫فلا صناعة الفنادق ولا صناعة النقل تهدفان فى نشاطهما إلى الإنتاج أو صناعة السلع‪ .‬إنما يكون غرضهما‬

                                                                         ‫تقديم خدمات كاملة للحياة الحديثة‪.‬‬
‫فالفنادق بفضل استعمال الآلات وتحسين الإنشاءات تتغير رويدا إلى أن أصبحت فى عداد الصناعات‪ ،‬أي غدت‬

                  ‫مشروعا فنيا كاملا يستخدم فيه رأس المال والعمل على نطاق واسع مع التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

                  ‫‪-5‬الفندق والمجتمع ‪The Hotel and the Community‬‬

‫أفضل عبارة نستطيع قولها "ما هو جيد للمجتمع هو جيد للفندق وما هو جيل للفندق جيد للمجتمع" ‪ .‬أدرك‬

‫الناس أنه من الممكن الحصول على أعمال كثيرة بواسطة السفر والتنقل ولهذا السبب أخذت عدة دول ومدن‬

‫عالمية تنظم مهرجانات فعالة لجذب السياح وأدركوا عندما يؤمن إلى السائح الراحة والأمان والمأكل والمشرب‬

‫والإيواء عندها يمكن جذبه أكثر إلى المدينة وإلى خدماتها الترفيهية والاقتصادية الأخرى‪ ،‬لهذا السبب أخذت‬

‫المدن الكبيرة فى العالم تنشأ مكاتب سياحية متخصصة لتنظيم المؤتمرات والاجتماعات المحلية والعالمية‬

‫ويعتمد نجاح هذه المؤتمرات والاجتماعات على قابلية المدينة المعنية فى توفير الإقامة والراحة الترفيهية الجيدة‬

‫لهؤلاء الزوار‪ ،‬ويعتقد بعض الناس أن المستفيد الوحيد من هذه الاجتماعات والمؤتمرات هو الفنادق ولكن‬

‫التجربة أثبتت عكس ذلك‪ .‬المدن التي تقيم مؤتمرات واجتماعات تستلم كمعدل ‪ ٣٠٠‬دولار عن كل شخص‬

‫يحضر المؤتمر وتستلم الفنادق ‪ %٤١‬من كل دولار ينفق داخل المدينة و نسبة ‪ %٥٩‬الباقية تنفق على‬

‫الخدمات الترفيهية الأخرى‪ .‬فتفاصيل المصروفات اليومية (كمعدل) الني يصرفها الزائر فى المؤتمر كالتالي‪:‬‬

                  ‫النسب إلى الجموع‬  ‫نوع المصاريف اليومية‬

                  ‫الفندق ( الغرق والطعام والشراب ) ‪%٤١‬‬

                  ‫‪16‬‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21