Page 120 - merit 41- may 2022
P. 120
محمد الماغوط رياض الصالح الحسين التغير في الخصائص اللغوية جعل
يغ ِن الشعراء عن النشر الورقي ،بل إن النشر القصيدة متغيرة على مستوى النوع،
الورقي شهد طفرة في كم الدواوين المطبوعة،
فقد عانى الشعراء السوريون قبيل نزوحهم فاللغة الأسطورية جذبت الشعر
من تعقيدات النشر داخل مملكة الرعب السورية إلى الحقول القريبة الأخرى كالسرد،
بسبب قوانين الرقابة الثقافية ،ولجان القراءة التي
لم تمنح الشعراء الموافقة على نشر كتبهم إلا بشق وشهدت القصيدة انفتا ًحا كبيًرا على
الأنفس ،فوجدوا حرية أوسع للنشر في المهجر أو
السرد وأساليبه ،كما انفتحت على لغة
المنزح ( ،)1فصار الشاعر ينشر في الأردن وع َّمان
وإستنبول والقاهرة وبلا قيود ،كما أسس بعض الصورة في عصر شهد سطوة كبيرة
الشعراء دو ًرا للنشر في تركيا أو أوروبا. لعالم الصورة والفيديو ،ولذلك تركت
وختا ًما :لا يمكن أن نقدم في الشعر السوري
خلاصات وأقوال نهائية ،فما زالت القصيدة بابها مفتو ًحا أما هذا الجديد الذي
السورية تتلمس هويتها وخصائصها الجديدة
ودرب خلاصها الواقعي والفني ،ومن المبكر فصلها أسهم في ترسيخه ظهور وسائل
عن حالة الحرب التي أنتجتها ،ولعلنا حاولنا تقديم
بعض الهوامش والملاحظات الراهنة ،وعلى النقد أن التواصل الرقمي.
ينتظر طوي ًل كي يستطيع النظر إلى هذه القصيدة
بعد أن تتخلص من الهشاشة التي أصابتها تحت وخفوت التناص مقابل سطوة الانزياح وقوة
الثنائيات وصور الأنماط العليا ،التي تستعاد من
شمس الحرب خلال الصور المتقابلة وتشابه الآمال والمصائر في
هامش: مسيرة الزمن عبر التاريخ.
وهذا التغير في الخصائص اللغوية جعل القصيدة
( )1المنزح مصطلح اجترحه الأكاديمي والشاعر
حكمة أسعد. متغيرة على مستوى النوع ،فاللغة الأسطورية
جذبت الشعر إلى الحقول القريبة الأخرى كالسرد،
وشهدت القصيدة انفتا ًحا كبي ًرا على السرد
وأساليبه ،كما انفتحت على لغة الصورة في عصر
شهد سطوة كبيرة لعالم الصورة والفيديو ،ولذلك
تركت القصيدة بابها مفتو ًحا أما هذا الجديد الذي
أسهم في ترسيخه ظهور وسائل التواصل الرقمي،
وسيطرة الصورة التي تعني إيقاف الزمن عند
لحظة ما أو ذكرى ،فكانت القصيدة تسرد وتروي
أو تصور وتوثق ،وشهدت في ذلك تقنيات تشبه
اللقطات السريعة أو السيناريو أو المونتاج ،وتقدم
الحدث من خلال عين الشاعر الرائي.
ولعله لا مناص من التعليق على ظهور وسائل
التواصل وأثر ذلك على الشعر ،فقد بات النشر
متا ًحا أمام كل من يكتب أو ي َّدعي ،وشهدنا انفجار
النشر الإلكتروني عبر فيسبوك وتويتر ،لكن ذلك لم