Page 122 - merit 41- may 2022
P. 122

‫العـدد ‪41‬‬  ‫‪120‬‬

                                                   ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬

                                                              ‫د‪ .‬سناء سليمان سعيد‬

‫استقطاب الأنا في رواية غيوم فرنسية‬
        ‫للكاتبة ضحى عاصي(‪ )1‬نموذ ًجا‬
                      ‫(دراسة تحليلية)‬

  ‫الصغير حتى يكمل مسيرة والده عندما طلب أن‬         ‫تتناول هذه الرواية قصة تاريخية حقيقية جرت‬
  ‫ينضم إلى الجيش ولم يعر انتباهه إلى أنه لم يزل‬
‫صغي ًرا بعد‪ .‬لا يتحمل أمور الجيش والحرب‪ ،‬وذلك‬      ‫أحداثها في فترة زمنية ماضية في مصر‪ ،‬واشتركت‬
   ‫عندما طلب من القائد سيفيز أن يلتحق بالجيش‬           ‫فيها أطراف كثيرة منها‪( :‬العثمانيون‪ -‬فرنسا–‬
 ‫في قوله‪« :‬نظر فضل إلى هذا الفرنسي مبهو ًرا بما‬
‫يحكيه عن أبيه‪ ،‬حالمًا بهذا الجيش العظيم في مصر‪،‬‬      ‫المماليك– المسلمون‪ -‬النصارى)‪ ،‬تبلورت الأحداث‬
  ‫ثم سأله‪ :‬أنت المسئول عن تأسيس جيش لمصر؟‬          ‫في قصة حب محبوبة الجميلة وفضل الله الشجاع‪،‬‬

                    ‫أجابه سيفيز بابتسامة كبيرة‬       ‫اتسمت هذه الأحداث بالمنازعات المتنوعة‪ ،‬لاسيما‬
                             ‫– نعم مسيو فضل‬           ‫السياسية منها‪ ،‬التي تمثلت في الحرب الفرنسية‬

   ‫– هل أستطيع أن ألتحق بالجيش لأكون ضاب ًطا‬            ‫على مصر‪ ،‬ولعبت على الجانب الفكري للشعب‬
                                                       ‫للانضمام إلى الاحتلال الفرنسي الذي تمثل في‬
                            ‫عظيما مثل أبي؟»(‪)2‬‬     ‫استقطاب الغرب للشرق‪ ،‬متمث ًل في النصارى حتى‬
    ‫هكذا انتهت أحداث الرواية ببداية جديدة للابن‬     ‫تم استقطابهم إلى فرنسا‪ .‬ما أدى إلى عدم عودتهم‬
 ‫الصغير (فضل الابن الذي يستكمل مسيرة فضل‬            ‫إلى بلدانهم مرة أخرى‪ ،‬حتى تركوا جز ًءا لا يتجزأ‬
   ‫الوالد) فيسلك الطريق نفسه الذي سلكه والده‪،‬‬      ‫من أنفسهم في هذه الأرض التي طالما تمنوا العودة‬
    ‫الذي وافته المنية في الحرب الفرنسية التي دفع‬       ‫إليها‪ ،‬مثلما ترك فضل زوجته الجميلة محبوبة‬
   ‫حياته ثمنًا لها‪ .‬ولم يتمكن من العودة إلى وطنه‪.‬‬    ‫وابنها فضل الصغير الذي لم يكن يعلم بوجوده‪،‬‬

                                                         ‫بل مات وهو لم يعلم عنه شيئًا‪ ،‬وظهر فضل‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127