Page 231 - merit 41- may 2022
P. 231

‫‪229‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

  ‫من الصعوبة بمكان حال‬        ‫وقد اعترف القمني بنفسه‬        ‫هل كان القمني بلا‬
 ‫إن كان قد ثبتت عليه ح ًّقا‬       ‫أنه قد حصل على تلك‬             ‫خطيئة؟‬
                                   ‫الدرجة بالمراسلة من‬
   ‫تهمة التزوير‪ ،‬أما إن لم‬       ‫جامعة أمريكية بعد أن‬          ‫وبرغم احترامنا الكبير‬
‫تكن الدرجة أصلية بالفعل‬                                       ‫للمفكر سيد القمني فهو‬
                              ‫تعثرت به السبل للحصول‬
    ‫فلربما يكون الرجل قد‬         ‫عليها بالطرق التقليدية‪،‬‬        ‫لم يكن بلا خطيئة ولا‬
    ‫وقع ضحية لملعوب ما‬          ‫وإن كان قد ذكر عنوان‬         ‫كان فوق النقد‪ ،‬فلقد لقي‬
  ‫تلاقى مع لهفته ورغبته‬            ‫رسالته وهي بعنوان‬         ‫كتابه «النبي موسى وتل‬
 ‫الشديدة في الحصول على‬           ‫«رب الثورة أوزيريس»‬       ‫العمارنة»‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
  ‫درجة علمية يعلم ونعلم‬                                      ‫والذي يخلص من خلاله‬
                              ‫(وهو أحد كتبه)‪ ،‬كما ع َّدد‬    ‫إلى أن الملك المصري آمون‬
      ‫جي ًدا صعوبة وربما‬      ‫أسماء الأساتذة المصريين‬      ‫حوتب الرابع أو «إخناتون»‬
  ‫استحالة الحصول عليها‬          ‫ودرجاتهم العلمية الذين‬
                              ‫عينتهم الجامعة للإشراف‬              ‫(وهو أول من نادى‬
    ‫من الجامعات المصرية‬                                       ‫بالتوحيد وأول من بذر‬
 ‫لمن كان يسبح ضد التيار‬         ‫على البحث ثم مناقشته‪،‬‬        ‫بذرته طب ًقا للتاريخ وعلم‬
‫مثله؛ ولكن بالرغم من كل‬       ‫وحدد المآخذ التي أخذوها‬          ‫الآثار) هو نفسه النبي‬
 ‫شيء‪ ،‬وسواء كان القمني‬         ‫عليه وعلى البحث‪ .‬وربما‬      ‫موسى‪ ،‬اعترا ًضا كبي ًرا من‬
  ‫يحمل الدرجة أم لا‪ ،‬فمن‬       ‫لا يكون هذا كافيًا لإقناع‬      ‫قبل العديد من الباحثين‬
                             ‫الجميع بحصول الرجل على‬             ‫والمثقفين‪ ،‬وذلك برغم‬
   ‫المؤكد أنه كان ذا عقلية‬      ‫الدرجة إلا أنه كان كافيًا‬    ‫وجاهة الكثير مما طرحه‬
    ‫أكاديمية فذة تتضاءل‬                                         ‫القمني فيه من قرائن‪.‬‬
  ‫أمامها عقليات العديد من‬       ‫لأن تمنحه الدولة وقتها‬        ‫كما وشكك الكثيرون في‬
    ‫حملة الدكتوراه في هذا‬      ‫جائزتها التقديرية الأرفع‬
   ‫الزمان‪ ،‬كما كان مرج ًعا‬     ‫شأ ًنا عام ‪ ،٢٠٠٩‬أي بعد‬          ‫حصول القمني نفسه‬
    ‫في علم الأديان المقارن‬      ‫سنوات من حصوله على‬            ‫على درجة الدكتوراه حد‬
    ‫لا يستهان به‪ ،‬وهو ما‬      ‫الدرجة‪ ،‬وأتصور أن منحة‬           ‫اتهامهم إياه بتزويرها‪،‬‬
   ‫تشهد به بوضوح كتبه‬          ‫تلك الجائزة كان سيكون‬
‫وأبحاثه العديدة وحواراته‬

      ‫ومحاضراته القيمة‪،‬‬
  ‫وكذلك ما شهد‬
 ‫له به معاصروه‬

    ‫من المفكرين‬
‫الأحرار وباحثي‬

    ‫التاريخ‪ ،‬فلم‬
‫يكن مثله ليحتاج‬

  ‫للدرجة العلمية‬
   ‫سوى لدواعي‬

      ‫الاسترزاق‬
     ‫والعمل كما‬
      ‫أوضح هو‬
‫نفسه؛ وبالمناسبة‬
‫فحتى وإن أخطأ‬
   226   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236