Page 230 - merit 41- may 2022
P. 230

‫والشام‪ ،‬وتنظيم القاعدة في‬            ‫لم يكفر القمني بدين السلام‬
  ‫أفغانستان ودول أخرى‪،‬‬           ‫والمحبة‪ ،‬بل أعلن أن ما سبق هو‬
   ‫وبوكو حرام النيجيري‪،‬‬     ‫دينه الذي يحبه ويعتز به‪ ،‬فهَّل سألت‬
      ‫والشباب الصومالي‪،‬‬       ‫نفسك إن كان قد أخطأ فيما آمن أو‬
     ‫وأبو سياف الفلبيني‪،‬‬      ‫كفر به؟ المشكلة ليست في القمني‬
  ‫وتنظيم طالبان الأفغاني‪،‬‬       ‫بل في المتلقي‪ ،‬فإن كان يشاركه‬
       ‫والسلفية الجهادية‬          ‫إيمانه بإله الرحمة ودين العدل‬
       ‫والإخوان المسلمين‬    ‫والسلام فلسوف يدرك لماذا يرفض أن‬
    ‫بمصر وسوريا وباقي‬
  ‫العالم‪ ،‬وكذلك التنظيمات‬           ‫يرتبط دينه بالعنف والإرهاب!‬
    ‫الإرهابية الشيعية مثل‬
     ‫الحوثيين وحزب الله‬     ‫‪-‬على حد تعبير أحد منظري‬         ‫نكتوي به من ممارسات‬
      ‫وغيرهما‪ ،‬ومئات بل‬         ‫حركة التكفير والهجرة‬         ‫إجرامية عنيفه وإرهاب‬
  ‫ربما آلاف من التنظيمات‬                                    ‫مادي وفكري متف ٍّش في‬
      ‫والتنظيمات الفرعية‬      ‫في الثمانينات‪ -‬كل هؤلاء‬        ‫جميع الدول الإسلامية‬
    ‫والمنشقة؛ كما أن أفكار‬    ‫لم يأتوا بأي من ذلك من‬        ‫بلا استثناء‪ ،‬وهي أي ًضا‬
   ‫هذه التنظيمات المتطرفة‬    ‫فراغ‪ ،‬بل هم صاروا كذلك‬        ‫المسؤولة عن تلك الأعمال‬
   ‫المسممة آخذة في التمدد‬     ‫بالأساس لأنهم يصدقون‬         ‫الإرهابية المرتكبة على يد‬
  ‫والانتشار وبث سمومها‬       ‫بنسخة من الإسلام تعتمد‬         ‫مسلمين في جميع أرجاء‬
   ‫بين جموع المسلمين في‬       ‫تلك المرويات وتنتصر لها‬      ‫العالم؛ إذ يرى القمني أن‬
     ‫كل بلاد العالم‪ ،‬بل إن‬  ‫ولا تراها إلا أصل الإسلام‬        ‫من يفجرون ويذبحون‬
  ‫هناك أي ًضا من المسلمين‬
     ‫الجدد ممن ينضمون‬             ‫وجوهره؛ كما أن تلك‬              ‫ويسفكون الدماء‪،‬‬
     ‫إليها ويرتكبون نفس‬        ‫الجماعات شديدة التعدد‬         ‫ومن يغتالون المفكرين‬
   ‫حماقاتها‪ ،‬وقد أصبحت‬         ‫والنفاذ داخل المجتمعات‬        ‫والأدباء‪ ،‬ومن يروعون‬
  ‫بالفعل مرتبطة في أذهان‬       ‫الإسلامية بحيث لا يكاد‬     ‫الجميع ودمويتهم المفرطة‬
                                                         ‫وتعطشهم للبطش والتنكيل‬
‫الكثيرين‪ ،‬أصوليين أو غير‬         ‫يخلو بلد إسلامي (أو‬     ‫بالخصوم وحتى بمن كانوا‬
   ‫أصوليين‪ ،‬بالإسلام في‬       ‫غير إسلامي) من واحدة‬          ‫خصوم رأي لا يحملون‬
                               ‫أو اكثر منها‪ ،‬وبحيث لا‬     ‫إلا فك ًرا‪ ،‬ومن يصرون أن‬
  ‫حالته الأصلية الخالصة‪،‬‬        ‫تكاد تخلو عائلة مسلمة‬    ‫الإسلام شجرة ترتوي على‬
   ‫وهو ما يدفع بالكثيرين‬       ‫من أحد المنتمين إليها أو‬   ‫الدماء وتقوى على الأشلاء‬
 ‫إلى محاولة العودة بالزمن‬
                                 ‫من ابتلي بسقم فكرها‪،‬‬
      ‫لاستعادة تلك الحالة‬       ‫فلديك داعش في العراق‬
       ‫الطهرانية المفترضة‬
   ‫وبالتالي فرضها فر ًضا‬
 ‫على الآخرين‪ ،‬مستخدمين‬
‫منابرهم الإسلامية للتكفير‬
   ‫والتحريض على التنكيل‬
‫والقتل بلا وازع من ضمير‬
       ‫أو رادع من قانون‪.‬‬
   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234   235