Page 229 - merit 41- may 2022
P. 229

‫‪227‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫إبراهيم عيسى‬                 ‫خليل عبد الكريم‬                    ‫اعتراضاتهم الغاضبة‬
                                                             ‫بهدوء وجرأة وقوة غير‬
 ‫الجدد»‪ ،‬وله من الكتب ما‬        ‫كما أشاد بمنهج القمني‬       ‫مسبوقة‪ ،‬ولا توانى لحظة‬
‫يزيد عن خمسة وعشرين‬            ‫الأكاديمي الملتزم من ذكر‬      ‫عن طرح ما كان يطرحه‬
                             ‫المصادر المستقاة من التراث‬    ‫من أفكار‪ ،‬بل راح يغرسها‬
                   ‫كتا ًبا‪.‬‬                                   ‫كالخنجر النافذ في قلب‬
                                 ‫الإسلامي نفسه‪ ،‬والتي‬      ‫تيارات الإسلام السياسي‪،‬‬
 ‫مشروعه الفكري‬                  ‫كان يذيل بها القمني كل‬      ‫وواجههم بنفس الشجاعة‬
                                                             ‫وقوة الحجة التي رأيناه‬
‫تأثر القمني كثي ًرا بكتابات‬                 ‫منشوراته‪.‬‬      ‫يواجه بها أساطين السلفية‬
    ‫معاصره الشيخ خليل‬             ‫تلى ذلك قراءتي لكتاب‬      ‫على الهواء سنوات لاح ًقا‪.‬‬
                                ‫«النبي إبراهيم والتاريخ‬
  ‫عبد الكريم‪ ،‬كما وتلاقى‬     ‫المجهول» والذي تعرض فيه‬      ‫مؤلفات سيد القمني‬
    ‫في الكثير من النواحي‬        ‫للسرديات التوراتية اللا‬
                              ‫أخلاقية المنسوبة إلى النبي‬       ‫أغرتني تلك الندوة أن‬
‫الفكرية مع صديقه الراحل‬        ‫إبراهيم والتي يتبناها نفر‬       ‫أشتري كتاب «الحزب‬
    ‫المغدور به فرج فودة‪،‬‬       ‫من المسيحيين والمسلمين‪،‬‬        ‫الهاشمي وحروب دولة‬
     ‫ويمكن تلخيص رؤية‬        ‫وكتاب «الإسرائيليات» وهو‬       ‫الرسول»‪ ،‬وهو كتاب من‬
                              ‫دراسة قيمة تستعرض ما‬        ‫جزئين تبلورت فيهما رؤيته‬
‫القمني ومشروعه الفكري‬          ‫التحق بالإسلام من تراث‬          ‫عن الأصول التاريخية‬
  ‫ببساطة في أن الكثير من‬        ‫يهودي على يد بعض من‬         ‫لاختلاط الدين بالسياسة‬
‫مرويات التراث الإسلامي‬           ‫رجال الدين‪ .‬ومن كتبه‬       ‫عند المسلمين المعاصرين‪،‬‬
 ‫التي وجدت طريقها إلينا‬       ‫الهامة أي ًضا «رب الزمان»‬      ‫ومن واقع ما تيسر لدينا‬
                                 ‫و»انتكاسة المسلمين إلى‬      ‫من التراث الإسلامي بلا‬
    ‫تسيء إلى النبي محمد‬            ‫الوثنية» و»الفاشيون‬
   ‫بل وإلى الإسلام نفسه‬                                            ‫زيادة أو نقصان‪.‬‬
 ‫أيما إساءة‪ ،‬وهي المتسببة‬                                   ‫بعدها بعدة سنوات صدر‬
   ‫بوضوح فيما نراه وما‬
                                                                 ‫له كتاب «الأسطورة‬
                                                               ‫والتراث»‪ ،‬فوجدت فيه‬
                                                           ‫إجابات على الكثير مما كان‬
                                                             ‫يعتمل بداخلي من أسئلة‬
                                                              ‫خلال السنين‪ ،‬كما قرأه‬
                                                           ‫أبي رحمه الله‪ ،‬وهو المسلم‬
                                                            ‫المتدين الذي لا ولم يف ِّوت‬
                                                           ‫فر ًضا حتى وفاته‪ ،‬فصرح‬
                                                               ‫لي بدوره أنه وجد فيه‬
                                                             ‫نفس ما وجدت‪ ..‬إجابات‬
                                                               ‫منطقية على الكثير من‬
                                                              ‫الأسئلة المؤرقة التي لم‬
                                                              ‫يجب عنها أحد من قبل‪،‬‬
   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234