Page 225 - merit 41- may 2022
P. 225
223 الملف الثقـافي
إنها الوجه الآخر لحداثة فرج فودة من أكثر المؤمنين بالحرية
مشايخنا الزائفة ،علمانية كطريق أساسي نحو الدولة
زائفة بائسة لم تملك أي والانهيار» ،فنراه هنا ينفي
مقوم حقوقي أو شرعي بوضوح صفة العلمانية عن الديمقراطية الحديثة .لهذا
فقد ربط العلمانية بالليبرالية
يعطيها صفة العلمانية، الديكتاتوريات العسكرية.
التي أول ما تقوم عليه هو وفي مكان آخر من نفس والديمقراطية رب ًطا إلزاميًّا
المواطنة والحرية الفردانية لا ينفصم ،فإذا كان بعض
الكتاب أثناء نقده لفكر
والحريات الحقوقية الشيخ يوسف القرضاوي العلمانيين يقولون «لا
الدستورية». ديمقراطية بدون علمانية»
يقول «الرجل يشير إلى وينتظرون تحقق العلمانية
هنا لا يكتفي فقط بنفى دول الاستبداد العسكري
العلمانية عن الاستبداد القومجي العربجي بكونها أو ًل لكى يسيروا نحو
العسكري ُمضي ًفا إليها كانت تجربتنا العلمانية التي الديمقراطية ،وعلى الطرف
الأيديولوجيات القومية انتهت بنا للخراب والهزائم.
والعروبية ،بل يجعلها الآخر يقول الإسلاميون
الوجه الآخر للإسلاموية بوجود ديمقراطية بدون
علمانية ،كان سيد القمني في
الفاشية؛ حيث تغيب المراحل الأخيرة من حياته
حقوق المواطنة والحريات الفكرية من المدرسة التي
الفردية والعامة ،فالعلمانية أُسميها «لا ديمقراطية بدون
عنده ترتبط ارتبا ًطا وثي ًقا علمانية ولا علمانية بدون
بالمساواة بين كل المواطنين ديمقراطية» ،تلك المدرسة
العلمانية التي تجعل من
في الحقوق والواجبات، العلمانية والليبرالية وجهان
بغض النظر عن عقيدتهم لعملة واحدة ،وقد شرحتها
وجنسهم وعرقهم ولونهم بشكل كبير كاترين كنسلر
وطبقتهم ،دون أى تمييز أستاذة الفلسفة الفرنسية في
على أى أساس .وعلى حماية
الحريات الفردية وهو ما كتابها «ما العلمانية؟».
لذلك نجده في كتابه
«انتكاسة المسلمين إلى
الوثنية :التشخيص
قبل الإصلاح» ينقل
عن الإسلاميين
«ويزعم هذا الفريق
أننا قد جربنا العلمانية
(يقصدون الدكتاتوريات
العسكرية) والنظام
الجمهوري والنظام
الملكي والاشتراكية
والرأسمالية ،وسقطت
جمي ًعا وسقطنا معها
في المزيد من التخلف