Page 223 - merit 41- may 2022
P. 223
221
أن يف ِّرق لا بين الدين والفكر
الديني ،ولا بين المنهج الغيبي
الإيماني في التصديق ،والمنهج
التاريخي في البحث ..وهو
يكاد يكون المنهج الذي اتبعه
سيد القمني في كل أطروحاته،
رغم أنه ليس جدي ًدا ،و َسبقه
إليه كثيرون ،وإذا كان طه
حسين على سبيل المثال أشار
«في الشعر الجاهلي» إلى ما
يح ِّدثنا به القرآن والتوراة
عن إبراهيم وإسماعيل ،مؤك ًدا
أن ورود الاسمين ليس دلي ًل
على وجودهما التاريخي،
فربما كان تناول القمني
لغزوات الرسول في «بدر» ،و
«أُ ُحد» تناو ًل تاريخيًّا مرتب ًطا
بالأرض والواقع ،أش َّد وج ًعا
وأقسى إيلا ًما على نفوس
تلك الطائفة التي ترى غزوات
الرسول أم ًرا إلهيًّا من أولها
لآخرها ،فكيف بنا إذا تركنا
هذه والتفتنا إلى ُحلم إقامة
الدولة عند بني هاشم بد ًءا من
الجد عبد المطلب؟!
إ ّن هذه التفاصيل التي خاض
فيها سيد القمني بشك ٍل ساف ٍر
ومباشر ،كان لها ولا يزال
بالغ الأثر في تنامي الشعور
بالكراهية تجا َهه ،وفي التميز
غي ًظا وحن ًقا انتظا ًرا لفرص ٍة
واحدة يتم من خلالها تعويض
الشعور بالهزيمة والانكسار..
وهو ما حدث بالفعل.
ر ِحم الله سيد القمني ..وهدانا
جمي ًعا سواء السبيل