Page 222 - merit 41- may 2022
P. 222

‫الراصد يمكن بسهولة وبساطة أن‬
                                      ‫يفِّرق بين نوعين هنا ِمن تش ِّفي‬

                                  ‫المصريين في موت مفكٍر‪ ،‬الأول الذي‬
                                      ‫يتعامل مع مفكرين ومجتهدين‬

                                  ‫َغلب عليهم التنظير والكتابة دون أن‬
                                ‫يخوضوا جداًل ولا مساجلا ٍت مباشر ًة مع‬
                                 ‫الآخر القارئ أو المتلقي‪ ،‬والثاني يمثله‬
                                ‫الذين يخوضون معار َك وحرو ًبا إعلامية‪،‬‬

                                         ‫ويميلون إلى السجال مع الآخر‪.‬‬

                 ‫محمد شحرور‬      ‫أركان الإسلام التي يظنها‬          ‫الآخر من هزيم ٍة وجر ٍح‬
                                  ‫المسلِمون لا خلاف عليها‪،‬‬      ‫فيما يتصوره دينًا وعقيدة‪،‬‬
     ‫حتى لحظتنا هذه؛ لأن‬        ‫مرو ًرا بالفرائض والعبادات‪،‬‬
‫مشرو َعه مست ِمر في تلاميذه‬      ‫وليس نهاية بالقيامة ويوم‬         ‫إلا التشفي والشماتة بعد‬
                                 ‫الحساب‪ ..‬ولأن زلزاله هذا‬         ‫رحيل خص ِمه‪ ،‬ولا يكتفي‬
  ‫ومريديه‪ ،‬ويتم استدعاؤه‬         ‫كان قو ًّيا وعظي ًما لم يشفع‬
     ‫دائ ًما وأب ًدا‪ ،‬وأعني به‬     ‫له هدوؤه ولا ِحلمه عند‬        ‫التشفي هنا بإعلان الفرحة‬
                                  ‫رحيله من أن ينال نصيبًا‬
   ‫الدكتور محمد شحرور‪.‬‬            ‫كبي ًرا من اللعنات‪ ،‬لم يهدأ‬  ‫برحيله‪ ،‬لكنه يتجاوز ذلك إلى‬
    ‫ولسنا في محاولتنا هذه‬
     ‫لرصد ظاهرة التشفي‬                                           ‫تلفيق الأكاذيب عنه‪ ،‬ونشر‬
   ‫نتغيَّا التماس العذر لتلك‬
     ‫الطائفة‪ ،‬بقدر ما نشير‬                                       ‫الشائعات‪ ،‬ثم س ْوقه أخي ًرا‬
   ‫إلى أنها في ازدياد‪ ،‬وأن‬                                         ‫إلى جهنم وبئس المصير!‬
                                                                  ‫ولقد َشذ عن هذه القاعدة‬
      ‫بذرة الهوس الديني‬
   ‫تكبر يو ًما إثر يوم‪ ،‬مع‬                                        ‫مفك ٌر واحد‪ ،‬كان صاح َب‬
‫ملاحظة أمرين‪ ،‬أن الطائفة‬                                           ‫مشروع‪ ،‬وكان هاد ًئا ذا‬
  ‫تضم متعلمين ومثقفين‬                                             ‫بص ٍر وبصيرة‪ ،‬لم يخض‬
                                                                 ‫سجا ًل ولا معركة كلامية‪،‬‬
       ‫ومبدعين وأساتذة‬                                         ‫كان الهدوء صف ًة أساسية في‬
     ‫جامعات‪ ،‬الأمر الذي‬
  ‫ينذر بأخطا ٍر وتهديدا ٍت‬                                     ‫كل شيء فيه‪ ،‬كتابته‪ ،‬صوته‪،‬‬
   ‫مجتمعية وثقافية أكبر‬
    ‫من تلك التي نعيشها‪،‬‬                                            ‫كلامه‪ ،‬خلافه مع الآخر‪،‬‬
    ‫والأمر الآخر أن أح ًدا‬                                        ‫لكنه رغم ذلك كان زلزا ًل‬
   ‫من تلك الطائفة لا يريد‬
                                                               ‫كبي ًرا‪ ،‬ه َّز كل الأفكار الدينية‬
                                                                ‫والمعتقدات‪ ،‬وقل َب كل شيء‬

                                                                   ‫رأ ًسا على عقب‪ ،‬بد ًءا من‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227