Page 241 - merit 41- may 2022
P. 241
يبدع الكاتب على النحو الذي يوافق
ذاته وخبراته وشخصيته ،ويقرأه من
يتوافق معه أو يجذبه ذلك ،أو يجعل
إبداعه على النحو الذي يوافق قارئ
بعينه ،وربما يكون ذلك مناس ًبا في
كتابة القصص البوليسية ،أو قصص
الإثارة المسلسلة وما يشبهها ،أما
حدوثه من مبدع أدبي فهو أشبه
بصنع أفلام رخيصة لأجل تحقيق
مكاسب مادية.
الواقع ،بشكل عام ،متشابك بطل الرواية ،ورأيتني أشبه يبرز الحضور الشخصي
ومعقد ،وهناك نوع من الخبرات بالمايسترو ،لا يعزف ،ولكن يقود للمؤلف في تضاعيف
المستفادة بفعل التجارب العازفين ،فهو موجود ،وكان الرواية والأحداث لديك،
الشخصية لكل إنسان ،ولكن الشكل الفني للرواية يستلزم ويقوم بنوع من المراجعة
المستفاد بنحو جوهري قليل ،كما وجوده ،ولو على نحو خفي، والتحليل لصوت الراوي
أن الإنسان لا يمر في حياته بكافة ليوجه دفة السرد إلى غايته ،فلا
أنواع التجارب ،ولهذا ،فإن الفن يتوهم القارئ أنه أمام رواية الخارجي والأصوات
يقوم هنا بتجريد التجارب الفردية تاريخية بالشكل المعتاد ،فيف ِّوت الأخرى داخل النص،
ليجعلها عامة ،وكذلك بتصوير بذلك الفائدة الجوهرية الكامنة في في مكاشفة مع القاريء
التجارب الأخرى ليفيد منها من تخليق نظرة إلى ذلك الحدث المهم
لم يخضها .ودور المبدع ،خاصة والخاص في تاريخه ،والاستفادة تسقط أقنعة الوهم
الأدبي ،لا يقتصر على عرض منه ،وكذلك نظرة إلى التاريخ القديمة التي كانت تراهن
صورة الواقع المعاش ،فالسينما، عمو ًما ،تقدر على تحصيل خلاصة
مث ًل ،أكثر قدرة على ذلك ،أما على محاكاة الواقع..
الأدب فمادته الأولى هي اللغة، جوهرية لمساره.
وهي أصعب تناو ًل واستخدا ًما، مقدمتي لرواية «مطارح حط
إذ على الكاتب أن يجعل اللغة كيف ترى الواقع الطير» مهرتها بتوقيع «نون»،
قادرة على نقل الصورة الحسية، وتفاعلاته كمادة للكتابة
والمشاعر النفسية ،والأفكار، وهو الشخصية الرئيسية،
وكافة الخبرات الحسية والمعنوية الإبداعية لديك انطلا ًقا ولكنها جاءت في أسلوب يغاير
الأخرى بواسطة مادتها المجردة. من قصص «مدائن البدء» أسلوب خطاب الراوي في الرواية،
و»غوايات الظل»؟ أردت بذلك القول إن ناصر
الحلواني المؤلف هو نفسه نون