Page 243 - merit 41- may 2022
P. 243
241 ثقافات وفنون
حوار
خلال معظم قصصها الإبداعية؛ بالتعرف على الجديد جورنه وأوسكار
على السردي لتكون له من أساليب سردية ،ومجازات، وايلد ،وبريخت،
الغلبة على فضاء وأجواء وكلاريسلسبيكتور ،وكيت
العمل القصصي ..ما الذي وتراكيب ،وتصوير إبداعي شوبان ،وأدريانا ليسبوا،
دعاك للجوء لذلك التحول للأحداث ،وبنية العمل ،ومن وقبلهم أمبرتو إيكو..
السريع خاصة وأنك لقيت الوجهة المعرفية؛ بالاطلاع على ما الذي أضافه المترجم
دع ًما نقد ًّيا كبي ًرا بعد مناهج فكرية ،وأساليب تناول ناصر الحلواني لوجهه
صدور المجموعة الأولى، الأفكار العميقة ببساطة متمكنة،
لماذا لم تسع في الطريق وكذلك التعرف على حيوات الآخر الكاتب؟
نفسه وتحفر في نفس المبدعين ،وتأثيرات واقعهم
وشخصياتهم على إبداعهم. تمثل الترجمة لي نو ًعا من القراءة،
الاتجاه؟ ومن المؤكد أن ذلك كان مؤث ًرا المتأنية والعميقة لنوع الكتابة
في فكري وأسلوبي ،وفي تناولي
بعد صدور مجموعتي «مدائن لموضوعاتي القصصية ،وإن الذي أفضله ،ويوافق شخصيتي
البدء» ،لمست الإعجاب الواضح بنحو غير مرئي .وبشكل عام الإبداعية ،ولهذا لا أترجم ،في
فإن الترجمة ،كاطلاع على ثقافة
بكتابتي وتميزها لدى القراء مغايرة ،يحقق نو ًعا إيجابيًّا من غالب الأحيان ،غير الأعمال التي
من الكتاب والنقاد ،ولكنني التحرر الفكري ،والانفتاح العقلي، تقترب في مزاجها من أعمالي،
لمست أي ًضا صعوبة في التلقي والتنوع الإبداعي ،والخروج من وأقصد بذلك الجانب الشعري
لدى القارئ العادي ،بل ولدى أسر المجال البيئي للكاتب إلى والكثافة وتألق المجاز ،فمعظم
بعض الكتاب ،لما ذكرته من رحابة إبداعية لا تحدها حدود. من ترجمت لهم هم ،إلى جانب
نظرتي المثالية التي دفعتني إلى
الاهتمام باللغة والتجريد ،وحيث في مجموعتك القصصية كتابة القصة والرواية ،شعراء .أما
إني كثير المراجعة لنفسي ،ولا «غوايات الظل» هناك فعل الترجمة بالنسبة لي ،فكان
أنشغل بمسألة الشهرة ،وصنع ذا فائدتين ،الأولى :الانشغال
ما يعجب الجمهور ،شعرت محاولات للبعد عما قيل
أني لم أحقق مبتغاي الأصلي عن مجموعتك السابقة بعمل في فترات الركود الإبداعي،
والأهم ،وهو دوري مع القارئ، «مدائن والثانية :نافذة ثقافية ومعرفية
وخاصة العادي ،فهو من أرغب، البدء» التي بالغة الأهمية ،سواء من الوجهة
بقدر استطاعتي ،في تنمية ذائقته يغلب عليها
الجمالية ،ليتخلق لديه معيار يميز التجريد
به بين الجيد والرديء ،وليجد واللغة
ما يجذبه في العمل فيستمر في الشعرية
القراءة ،فشرعت في إعادة النظر المحلقة
في نصوصي الأولى ،وبحثت بخلاف
وقرأت الكثير من الكتب النظرية «غوايات
والأعمال الأدبية ،وكان من الظل» التي
حسن حظي أني عاصرت جي ًل
رائ ًعا من كتاب القصة والرواية ركزت