Page 247 - merit 41- may 2022
P. 247

‫‪245‬‬        ‫ثقافات وفنون‬

           ‫شخصيات‬

‫أحمد شوقي‬  ‫جبران خليل جبران‬        ‫عائشة التيمورية‬                        ‫والذي يعد من أشهر الصالونات‬
                                                                           ‫الأدبية في تاريخنا الأدبي‪ ،‬فإنها‬
  ‫غربيين وعد ًدا من أدباء المهجر‪.‬‬     ‫فريدة في المجتمع‪ ،‬لم يحضره‬
‫يمكننا القول إن مي زيادة علامة‬         ‫أحد إلا وأثني عليه أيما ثناء‪،‬‬           ‫رأت المجتمع في حالة تتطلب‬
                                        ‫ومن أبرز هذا الثناء‪ ،‬ما قاله‬      ‫نقا ًشا وإثارة للعديد من القضايا‬
  ‫بارزة لأدب وفن المراسلات في‬          ‫أحمد شوقي يثني به على مي‬
 ‫العصر الحديث‪ ،‬وتمثل رسائلها‬       ‫وصالونها‪ ،‬في أبيات فريدة‪ ،‬منها‪:‬‬          ‫المجتمعية والسياسية والأدبية‪،‬‬
‫إحدي حلقات تطور هذا الفن عبر‬                                               ‫أرادت أن تكون لها يد في حراك‬
                                         ‫أُسا ِئ ُل خاطري عما سباني‬
                 ‫تاريخه الأدبي‪.‬‬        ‫أ ُحس ُن الخلق أم حسن البيان‬           ‫مجتمعي شامل‪ .‬من هنا فقد‬
  ‫أما عن العاطفة‪ ،‬فإن مي زيادة‬          ‫رأيت تنافس ال ُح ْس َنيين فيها‬         ‫دعت إلى إقامة صالون أدبي‬
 ‫أثارت حالة من الحراك العاطفي‬                                                  ‫في منزلها‪ ،‬وبمجرد إعلانها‬
                                                ‫كأنهما ل َميَّ َة عاشقان‬    ‫الفكرة فإنها لاقت قبو ًل واس ًعا‬
     ‫ليس في الوسط الأدبي فقط‪،‬‬         ‫ولا يفوتنا هنا أن حتى شوقي‬
     ‫بل وقع في حبها شخصيات‬            ‫لم يستطع أن يقاوم الثناء على‬               ‫وتشجي ًعا‪ ،‬فكان الصالون‬
 ‫عديدة‪ ،‬هذا مما دفع العقاد وهو‬                                             ‫الأدبي في بيتها كل ثلاثاء‪ ،‬وكان‬
  ‫واحد من المتيمين بها‪ ،‬أن يقول‬        ‫جمالها‪ ،‬وكأنه وجد الفرصة‬
  ‫في كتابه «رجال عرفتهم» «أكل‬      ‫سانحة ليثني على جمالها في إطار‬           ‫أول انعقاده عام ‪ 1913‬أي بعد‬
    ‫هؤلاء عشاق؟ وعلي ك ٍّل ممن‬                                                ‫قدومها مصر بست سنوات‪،‬‬
‫هؤلاء ينبغي لمي أن تجيب جواب‬            ‫ثنائه على بيانها وفصاحتها‪.‬‬           ‫وكان ذلك أي ًضا قبل التحاقها‬
 ‫المحبوبة التي تتقبل العشق ممن‬             ‫وبرعت مي زيادة في فن‬
‫يدعيه؟»‪ ،‬والعقاد هنا من الواضح‬                                            ‫بالجامعة بثلاث سنوات‪ .‬ولا نجد‬
 ‫أنه في درجة حبه لمي‪ ،‬وصل إلى‬      ‫المراسلات‪ ،‬وبهذا الفن نجحت في‬            ‫شخصية أدبية على الساحة إلا‬
 ‫أن يطعن في حب كل المحبين لها‬         ‫استقطاب الكثيرين من الأدباء‬            ‫وتحضر صالون مي‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
 ‫ويصفه بأنه ادعاء‪ ،‬إلا حبه هو‪،‬‬                                                 ‫أحمد شوقي‪ ،‬محمد حسين‬
‫فهو الحب الوحيد الصادق‪ ،‬وهذا‬       ‫والسياسيين إلى صالونها الأدبي‪.‬‬             ‫المرصفي‪ ،‬أحمد لطفي السيد‪،‬‬
                                        ‫ثم اتسعت دائرة مراسلاتها‬               ‫طه حسين‪ ،‬العقاد‪ ،‬الرافعي‪،‬‬
                                       ‫فخاطبت أمراء ومستشرقين‬               ‫إسماعيل صبري‪ ،‬رشيد رضا‪،‬‬
                                        ‫وسياسيين عالميين وشعراء‬
                                                                          ‫المازني‪ ،‬زكي مبارك‪ ،‬عبد الرحمن‬
                                                                                                 ‫شكري‪.‬‬

                                                                               ‫وكان ضيوف الصالون من‬
                                                                                 ‫الجنسين‪ ،‬فكانت تحضره‬
                                                                                ‫الكثير من سيدات وآنسات‬

                                                                              ‫الطبقة الأرستقراطية‪ ،‬وكانت‬
                                                                             ‫مي تجلس في صدر الصالون‬
                                                                              ‫وكان حديثها في الصالون لا‬
                                                                            ‫يلتزم إلا العربية الفصحي ولا‬
                                                                           ‫يحيد أب ًدا إلى العامية ولو بلفظة‬
                                                                             ‫واحدة‪ ،‬واستمر عقد صالونها‬
                                                                            ‫لمدة خمسة وعشرين عا ًما دون‬
                                                                            ‫انقطاع‪ ،‬حتى ولو أنها مسافرة‬
                                                                          ‫خارج مصر‪ ،‬فإن هناك من يقوم‬
                                                                          ‫عنها باستضافة الحضور وإدارة‬

                                                                                                  ‫الحوار‪.‬‬
                                                                               ‫كان صالون مي زيادة حالة‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252