Page 250 - merit 41- may 2022

‫العـدد ‪41‬‬ ‫‪248‬‬

‫مايو ‪٢٠٢2‬‬ ‫سهام محمد‬
‫قاسم‬
‫الميتافيزيقا‪..‬‬
‫فلسف ٌة تجسدت ف ًّنا‬

‫ُيطلق على أبحاث أرسطو‪ ،‬ولكنها‬ ‫(السفين ُة الغرقى‪.‬‬ ‫كلاوديو‬
‫أصبحت كلمة دالة على موضوع‬ ‫ِمن سفين ٍة مقصوف ٍة‬ ‫بارميجياني منارة‬
‫لا تستطيع خلا ًصا من النا ِر‬ ‫أيسلندا عام ‪2000‬‬
‫بذاته وهو البحث عن الماوراء‪،‬‬ ‫إلا بالغرق‬
‫البحث في الوجود بما هو وجود‪،‬‬ ‫قفز البع ُض سابحين‪،‬‬
‫وعن ال ِعلل الأولى أو الأصل الذي‬ ‫وإذ دن ْوا من سف ِن الأعادي‬
‫صدرت منه الأشياء جمي ًعا؛ بطرح‬ ‫صادتهم نيرا ُن الطلقات‪.‬‬
‫الظواهر المادية جانبًا‪ ،‬والارتقاء‬ ‫َمن في السفين ِة‪ ..‬غرق‪،‬‬
‫و َمن في الما ِء‪ ..‬احترق!)‬
‫بذلك عن المشاهدة الحسية‬ ‫شعر‪ :‬جون دون‪ ،‬ترجمة‪ :‬ماجد‬
‫الملموسة‪.‬‬ ‫الحيدر‪.‬‬

‫أطلق أرسطو على نصوصه عدة‬ ‫(أص ُل الأشيا ِء هو الماء)‪ ..‬قالها‬
‫أسماء تشير إلى المغزى المقصود‬
‫طاليس ‪546 -624( Thales‬‬
‫من هذا العلم‪ ،‬الذي يريد أن‬ ‫ق‪.‬م) في رحلة بحثه عن أص ِل‬
‫يصل به إلى السبب الأ َّولي الموجد‬ ‫الأشياء‪ ،‬وتبعه أرسطو ‪Aristotl‬‬
‫(‪ 384 -322‬ق‪.‬م) في مجموعة‬
‫لهذا الكون‪ ،‬فكان العلم الأول‬ ‫شرو ِحه في نصوص كتبها بعد‬
‫‪ ،First Science‬وهو العلم الذي‬ ‫كتابه الطبيعة‪ ،‬والتي أُطلق عليها‬
‫ميتا‪ -‬فيزيقا أي‪ :‬ما وراء الطبيعة‪،‬‬
‫يسبق موضوعه منطقيًّا بقية‬
‫العلوم الأخرى‪ ،‬وكانت الحكمة‬ ‫ثم لم َت ُعد كلمة الميتافيزيقا‬
‫‪ ،Wisdom‬على اعتبار أنها الغاية‬ ‫‪ Metaphysics‬مجرد اسم‬
‫التي تسعى إليها العلوم الأخرى‬
‫في بحثها‪ ،‬ثم اللاهوت أو الإلهيات‬
‫‪Theology‬؛ العلم الذي يبحث في‬
‫أكثر الموضوعات ألوهية‪ ،‬وهى‬