Page 264 - merit 41- may 2022
P. 264

‫العـدد ‪41‬‬                                        ‫‪262‬‬

                                               ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬

     ‫وقيمتها الفنية من وإلى اللغة‬   ‫جاك دريدا‬                           ‫عبد السلام بعبد العالي‬  ‫عبد الكبير الخطيبي‬
  ‫العربية‪ .‬لا بد من الاشتغال على‬
                                     ‫وأغلب المترجمين لا يعيشون من‬           ‫من الآليات والاستراتيجيات‬
    ‫مشروع في الترجمة من أجل‬         ‫الترجمة بل هي مجال يستهويهم‪،‬‬        ‫الترجمية‪ ،‬والتي أثبتت الدراسات‬
  ‫معرفة ما يكتبه الآخرون‪ ،‬ومن‬                                            ‫العلمية نجاعتها وقوتها‪ .‬وهناك‬
                                      ‫ويترجمون بعض الأعمال التي‬
    ‫أجل التعريف أي ًضا بما نكتبه‬          ‫تناسب تكوينهم وميولاتهم‬           ‫عدد كبير من المترجمين من‬
 ‫نحن‪ .‬الترجمة كما يقول الأستاذ‬                                             ‫يستعمل هذه الاستراتيجيات‬
                                      ‫الفكرية والمعرفية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فلا‬
    ‫عبد السلام بنعبد العالي تنفخ‬     ‫بد من الإشادة بالمساهمة الفعالة‬         ‫بدون إدراك أو وعي‪ ،‬نظ ًرا‬
 ‫الحياة في النصوص‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬لا‬     ‫التي يقوم بها المترجمون المغاربة‬       ‫لافتقارهم –ربما‪ -‬إما لتكوين‬
 ‫بد من إعطاء أهمية أكبر للترجمة‬
                                          ‫في حركة الترجمة في العالم‬           ‫أكاديمي في مجال الترجمة‬
   ‫عمو ًما في المغرب ومن ضمنها‬       ‫العربي‪ .‬بالفعل‪ ،‬لا بد من التأكيد‬         ‫أو ربما لعدم اطلاعهم على‬
                ‫الترجمة الأدبية‪.‬‬                                         ‫النظريات الترجمية بشكل عام‪.‬‬
                                      ‫على أنها مبادرات فردية تندرج‬           ‫هناك مجموعات من الآليات‬
       ‫في السياق نفسه‪ ،‬لا بد أن‬        ‫إما ضمن اهتمامات المترجمين‬           ‫والاستراتيجيات تستعمل في‬
  ‫يتفاءل المهتم بمستقبل الترجمة‬     ‫بأعمال معينة‪ ،‬وإما ضمن اقتراح‬           ‫الترجمة نذكر منها‪ :‬الترجمة‬
                                    ‫من كاتب النص الأصلي‪ ،‬أو ضمن‬            ‫الحرفية والترجمة عن طريق‬
     ‫في المغرب ويبتهج بعد إعادة‬                                         ‫الاقتراض‪ ،‬والاقتباس والتكييف‪،‬‬
  ‫تنظيم أكاديمية المملكة المغربية‪،‬‬        ‫اقتراح من الناشر في بعض‬           ‫والترجمة الثقافية‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
  ‫حيث تم إنشاء الهيئة الأكاديمية‬       ‫الأحيان‪ .‬ولكن‪ ،‬للنهوض بهذه‬          ‫المترجم أي ًضا ينبغي أن يكون‬
                                       ‫المساهمة لا بد من تجميع هذه‬         ‫قار ًئا جي ًدا وذا ثقافة واسعة‪،‬‬
    ‫العليا للترجمة التي عهد إليها‬      ‫الجهود الفردية المتفرقة ضمن‬           ‫والتي ستساعده بكل تأكيد‬
 ‫بتشجيع ترجمة الأعمال المغربية‬        ‫مؤسسة خاصة بالترجمة تقوم‬              ‫في تفكيك وتحليل ثم ترجمة‬
  ‫من اللغتين العربية والأمازيغية‬      ‫الدولة بتوفير مقر لها‪ ،‬وتسخر‬
                                        ‫لها إمكانيات مادية وبشرية‪.‬‬                  ‫النصوص المختلفة‪.‬‬
   ‫إلى اللغات العالمية‪ ،‬وكذا العمل‬    ‫ويضطلع المركز بإعداد برنامج‬            ‫في المغرب‪ ،‬لا بد أن نعترف‬
    ‫على ترجمة الدراسات العلمية‬         ‫سنوي خاص بترجمة الأعمال‬             ‫أن الترجمة هي عملية فردية‪،‬‬
 ‫المرجعية وتشجيع البحث العلمي‬       ‫التي يتم اختيارها حسب أهميتها‬
   ‫في مختلف قضايا الترجمة من‬
‫خلال التنسيق مع الهيئات الدولية‬
   ‫المتخصصة في مجال الترجمة‪.‬‬
  ‫وفي هذا الإطار‪ ،‬نظمت أكاديمية‬
‫المملكة المغربية مؤخ ًرا عدة ندوات‬
  ‫وورشات حول الترجمة وحول‬
   ‫سبل تطوير مجال الترجمة في‬
    ‫المغرب‪ .‬وكانت آخر أنشطتها‬
     ‫محاضرة للمترجم والباحث‬

       ‫المغربي فريد الزاهي تحت‬
  ‫عنوان‪« :‬الترجمة‪ ،‬من الفعل إلى‬
 ‫الفكر‪ :‬رهانات التجديد والمراجعة‬

                       ‫الثقافية»‬
   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269