Page 260 - merit 41- may 2022
P. 260

‫السفلي والعلوي‪ ،‬والمحدد لمصائر‬                              ‫العـدد ‪41‬‬                          ‫‪258‬‬
    ‫الذات البشرية المؤمنة بالحياة‬
     ‫ما بعد الحياة والمدركة لمعنى‬                                            ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬    ‫يمسكها كائن يعمل على خدمتها‬
                                                                                        ‫أو لعله مكلف بوظيفة حملها لغاية‬
  ‫الخلود‪ ،‬وهي كذلك مطية الفنان‬       ‫الحاجة الملحة أو الخوف الكامن‪،‬‬
 ‫وقاموسه لرسم خطابه الصوري‬          ‫أو الرغبة في نشر حالة الاستقرار‬                      ‫تدركها ثم تعود إلى باقي الجسد‬
 ‫وتشييد نصه التشكيلي‪ ،‬وصناعة‬                                                            ‫تنتظر غاية أخرى في زمن ومكان‬
                                          ‫النفسي‪ ،‬هي تعبيرة حياتية‬
     ‫مقولات بصرية ضمن ترابط‬         ‫فكرية جمالية تنشئ الوجه الآخر‬                                            ‫غير الأول‪.‬‬
  ‫مادي وحسي‪ ،‬وبتداخل الحاجة‬                                                               ‫هي صورة وإن اختلف تأويلها‬
                                        ‫للإنسان وتحدد ملامح الآخر‬                           ‫فإنه تصور فني يقدم أسلو ًبا‬
    ‫والغاية والوجدان‪ ،‬وبتضايف‬         ‫المتعايش ضمن نسيج مجتمعي‬                           ‫مغاي ًرا للذات الفرعونية وأسلوب‬
   ‫الأنا الرسامة مع الآخر المشابه‬   ‫يتقارب من حيث العادة والطقوس‬                         ‫مخالف يعكس قدرات الفنان على‬
    ‫والمخالف والمناقض‪ ،‬وتواصل‬                                                           ‫الخلق والابتكار والتجديد حتى لو‬
 ‫الذات مع محيطها‪ ،‬وهو تأكيد أن‬                  ‫في ذاك الزمن الغابر‪.‬‬                      ‫أن منتجه الفني وليد الطلب‪ ،‬أو‬
 ‫الفنان الفرعوني بقدر ما ارتبطت‬      ‫إن الآلهة المصرية القديمة كانت‬
  ‫موضوعاته بالجوانب الطقوسية‬          ‫منبع الأمان والقوة‪ ،‬رمز الحب‬
‫الروحانية‪ ،‬بقدر ما عكست الوجه‬
‫الآخر الاجتماعي والفردي الذاتي‪،‬‬        ‫والخصوبة‪ ،‬والربط بين العالم‬
  ‫وبذلك قد يكون المصري بصفته‬

     ‫فنان الحقبة الزمنية قد رغب‬
   ‫تطو ًعا أن يكون ترجمان الآلهة‬
 ‫والحكام دون إملاء‪ ،‬أو إلزام من‬
‫ذوي الجاه والمال والنفوذ‪ ،‬إذ تبدو‬
   ‫المسألة جبلة فطر عليها تغرس‬

     ‫داخله طقو ًسا حياتية دنيوية‬
  ‫تمتزج بنفس ديني ينحو منحى‬
‫المتصوف أو يدرك شغف العاشق‬
   ‫المفتون بالإله القوي لعله يظفر‬
  ‫ببعض من صفاته المثلى ويرتقي‬
 ‫بها إلى مرتبة تمازج العالم الأعلى‬

     ‫بالعالم الأسفل‪ ،‬فقد يأخذني‬
 ‫التأويل إلى رغبة الفنان بدوره في‬
‫اكتساب سمة نصف الإله‪ ،‬فيخرج‬

  ‫بذلك تضخم الأنانة وعلوها مع‬
  ‫شيء من الحذر الذي يجعل من‬

    ‫الاستنتاج على شاكلة علامات‬
‫مبطنة تستقرئ الصورة المادية في‬
‫علاقتها بمضامينها الدلالية ضمن‬
 ‫مساءلة سيميائية تستنطق المعنى‬

     ‫المبطن بما توفر من العناصر‬
 ‫المادية المفصحة داخل الأثر الفني‬
   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265